بانتظار نضوج نظام المدفوعات الروسي.. المركزي: سيكون خيارنا وحققنا خطوات للانضمام إليه

تشرين – باسم المحمد:

بعد فشل الحرب العسكرية وتحقيق الجيش العربي السوري لانتصارات قضت على آمال أعداء سورية في تحقيق أهدافهم الحاقدة، انتقلت الحرب إلى المعركة الاقتصادية وأضيف قانون قيصر إلى سلسلة العقوبات التي فرضت على الاقتصاد السوري بهدف تكبيله والوصول الى ما عجزوا عن تحقيقه باستخدام الإرهاب المنظم.

ولعل إخراج الكثير من المصارف السورية من نظام الحوالات المالية “سويفت” أثر بشكل كبير على حركة الاقتصاد السوري وحدّ من قدراته على إعادة الإعمار وحتى تأمين المواد الأساسية والأدوية.

نظام “سويفت” انتقل من أداة اقتصادية مالية للتعاون ما بين الدول إلى أداة “إرهاب” اقتصادية مالية تستعملها أمريكا ودول الغرب لتطويع النظام العالمي وفقاً لمصالحها، وهذا ما دفع دولاً عديدة إلى التفكير بإحداث أنظمة حوالات خاصة بها وعلى رأسها روسيا بنظام “SPFS”، والصين “CIPS”.

“تشرين” سألت مدير العمليات المصرفية في مصرف سورية المركزي الدكتور فؤاد علي الذي أوضح لـ”تشرين” إمكانية استبدال نظام “سويفت” بمثل هذه الأنظمة، فأوضح وجود قنوات للتعاون مع روسيا والدول التي تتعاون معها، لكن حتى الآن نظام الحولات الروسي يعتبر ناشئاً نتمنى أن يكبر ويتوسع، لأنه حالياً لا يفيدنا من الناحية المالية، ونحن نسير فيه وعندما يتوسع وتنضم إليه الصين وإيران ودول بريكس وغيرها سيكون خيارنا وحققنا خطوات للانضمام إليه.

مشيراً إلى ضرورة أن يتوسع هذا النظام وتكبر شبكة المراسلين فيه حتى يكون مفيداً لأنه سيكون للمراسلات وتتم عبره الحوالات المالية بين الدول.

نظام سويفت

يعد نظام “سويفت” حالياً شرياناً مالياً عالمياً يسمح بانتقال سلس وسريع للمال عبر الحدود. و كلمة “سويفت – SWIFT ” هي اختصار لـ “جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك”، وقد أنشئ هذا النظام عام 1973 ومركز هذه الجمعية بلجيكا، ويربط نظام “سويفت” 11 ألف بنك ومؤسسة في أكثر من 200 دولة.

ولكن “سويفت” هو ليس البنك العادي الذي تقابله في أي شارع، فهو نظام مراسلة فوري يخبر المستخدمين بموعد إرسال المدفوعات وتسلمها.

ويرسل هذا النظام أكثر من 40 مليون رسالة يومية، إذ يتم تداول تريليونات الدولارات بين الشركات والحكومات.

وفر النظام ميزات هائلة، لاسيما فيما يتعلق بحماية العمليات وسرعة التنفيذ، علاوة على أنه أقل تكلفة من أساليب التحويل الأخرى، وفضلاً عن كونه يشمل أكثر من 200 دولة، وآلاف المؤسسات المالية والبنوك.

ويعمل نظام سويفت على مطابقة أوامر العملاء بين الجهات المتداخلة بالعمليات المالية، والتصديق عليها كما في التحويلات النقدية الخاصة بالعمليات ونتائج التسويات المالية، وكذلك التصديق على تنفيذ عمليات التداول وتسويتها بين الأطراف المشتركة.

وعندما يتم حجب دولة من نظام “سويفت” فإن حركتها المالية تصبح صعبة جداً ولا تستطيع القيام بالتحويل واستقبال الأموال، بما يؤثر على عمليات الاستيراد والتصدير ومختلف الأنشطة الاقتصادية.

كما يتيح “سويفت” ربط وتبادل الرسائل والمعلومات بين جميع أسواق المال من خلال البنوك المسؤولة عن تنفيذ تلك العمليات في مختلف الدول. وهو بذلك يغطي مختلف العمليات المالية والمصرفية التي تُجرى بين البنوك والمؤسسات المالية.

وتعد مسألة حجب دول عن نظام “سويفت” كما حدث في وقت سابق مع إيران وكبدها خسائر هائلة يمثل أداة ضغط اقتصادي لها تداعيات شديدة الصعوبة على الوضع الاقتصادي والعملة، وهو إجراء تتم دراسة اتخاذه ضد روسيا في ضوء التطورات الأخيرة التي تصاحبها جملة من التداعيات الاقتصادية على مستويات مختلفة.

النظام الروسي

بعد تعرض روسيا لعقوبات اقتصادية في 2014 بعد ضمها جزيرة القرم، أنشأت نظاماً خاصاً بها للدفع باسم نظام تحويل الرسائل المالية  “SPFS”، للمدفوعات المصرفية يضم نحو 400 مستخدم، منهم بنوك وشركات روسية وأجنبية، وبلغ عدد المراسلات على هذه الشبكة نحو 2 مليون رسالة في 2020. ويستهدف البنك المركزي رفع النسبة إلى 30% في 2023، كما أطلقت نظام “مير” للدفع بالبطاقات المشابهة لنظامي “فيزا” و”ماستركارد”، الأمر الذي حقق لروسيا استخدام أنظمة المراسلة المالية الداخلية والبنية التحتية للدول الصديقة إذا تم تعطيل أنظمة الدفع العالمية “سويفت”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار