يبحثون عن بدائل الجوز في صناعة «المكدوس».. «حماية المستهلك» تنصح بالتسوق خارج المواعيد الرسمية للمواسم
تشرين – أيمن فلحوط:
برغم أن موسم “المكدوس” شارف على نهايته، فإن كثيراً من العائلات لم تتمكن حتى الآن من تأمين هذا الطبق اليومي الشهي، الذي اعتادت أن يكون على موائدها صباحاً ومساءً، قبل سنوات الحرب الظالمة على بلدنا، نتيجة التكاليف المرتفعة من جهة، وعدم القدرة الشرائية للعديد من الأهالي لإنجاز ما كانوا يقومون به من جهة ثانية. أم رأفت التي كانت تجهز لأسرتها ما يفوق 100 كيلو غرام سنوياً، اضطرت لخفض الكمية إلى النصف أمام غلاء مادة الباذنجان التي تراوح سعرها بين 1000 ليرة للأصناف الحمصي والحموي و1500 ليرة للصنف البلدي، عدا الفليفلة الحمراء بتخطيها حاجز الـ 1800 ليرة، في حين وصل سعر ليتر الزيت إلى 15500 ليرة، أما الجوز الذي كانت أسعاره في بداية موسم (المكدوس) لا تتخطى الـ 35 ألف ليرة في العديد من أنواعه المحلية والمستوردة، فهي الآن تتجاوز حاجز الـ 50 ألف ليرة، وأكثر من ذلك لتصل إلى 60 ألف ليرة، والأسود منه 38 ألف ليرة.
فارق كبير في الأسعار
بينما تجد الفارق كبيراً بين أسعار الباعة وسوق الهال، إذ لا يتخطى سعر كيلو الباذنجان في سوق الهال هذه الأيام 600 – 700 ليرة، والفليفلة الخضراء 1000 ليرة والحمراء 1200 ليرة، وتالياً كل بائع له حجته بالمكان الذي يستقدم منه المادة، من حيث بعدها أو قربها من سوق الهال، ولون وشكل الباذنجان، لكنه في المحصلة كل واحد منهم كما يقال: “يغني على ليلاه” في البيع في ظل ضعف المراقبة على الأسعار.
بدائل للجوز وغيره
أمام ارتفاع أسعار الجوز، وعدم توفر مادة الغاز، أو الكهرباء، لسلق الباذنجان وإعداده توجهت العديد من الأسر إلى الريف للقيام بذلك، مستخدمة مادة الحطب، والكاز بالعودة لأيام ” البابور” القديمة مع عملية البحث المضنية أيضاً عن هذه المادة.
أما بدائل الجوز فكانت كما تقول أم رأفت، والعديد من جاراتها في الاستفادة من مادة اللوز المتوافرة في البيت، من البستان المحيط ببيت العائلة لتكون بديلاً للجوز، مع إن كيلو اللوز وصل سعره حالياً إلى 45 ألف ليرة.
ووجد أبو ضياء وسيلة أخرى في بديل الجوز من خلال سلق الحمص، ثم استخدامه مع الفليفلة والملح في حشو الباذنجان كمادة بديلة، مطلقاً عبارة “كله حشو بطن”.
وتوجهت أم ميشيل إلى حمص لتأمين احتياجات منزلها، ولأولادها من الشباب والبنات رغم مشقة السفر والتعب، بسبب الحاجة الماسة للوقود.
أما أم داليا فوجدت ضالتها في الطلب من أهله القيام بذلك، للتخفيف من الأعباء على أسرتها، لتصلها (المونة) جاهزة.
في حين اضطرات إحدى الزميلات العاملات في المجال الإعلامي لدفع ثمن كيلو مكدوس جاهز من دون زيت 30 ألف ليرة، بعد أن أوصت إحدى السيدات اللواتي امتهنّ ذلك، لمن يطلب منهن القيام بهذا الأمر.
البلدي أساس
في مدينة جرمانا العديد من العائلات اعتادت على الباذنجان البلدي الأسود، ولا تزال متمسكة بهذه العادة منذ سنوات عديدة، وكانت الكثير من العائلات سعيدة هذا العام بقيامها بالتوصية على بعض تلك الكميات من جنينة الشيخ صالح الخيرية، التي وضع القائمون عليها سعراً موحداً منذ بداية الموسم للكيلو الواحد لا يتجاوز الـ 1200 ليرة، يعود ريعه للأسر المحتاجة، علماً أن نوعية هذا الباذنجان لم تخضع لأي مبيدات، ويتم ريها من (البير الخاص) في الجنينة، أي بمياه نقية طبيعية، كما يشير لذلك رئيس جمعية البيئة في جرمانا ماجد سلوم.
توعية ومطالبة
أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة تحدث عن دور الجمعية في توعية الإخوة المواطنين وإرشادهم للتسوق، وطريقة الشراء والتواصل مع الجهات الحكومية فيما يخصهم، موجهاً النصح للمواطنين بالتسوق خارج المواعيد الرسمية للمواسم، وهذا يعني على سبيل المثال عند رغبتي بعمل المكدوس لا أنتظر لموعد الموسم لشراء الزيت والجوز، باستثناء مادتي المكدوس والفليفلة اللتين لا يمكن تخزينهما، وتالياً لا أترك الفرصة لاحتكار التجار لمادتي الجوز والزيت، فمع بداية الموسم لهاتين المادتين، وقبل بدء الموسم الخاص بالمكدوس كان سعر الجوز في أفضل أنواعه الفاخرة لا يتجاوز الـ 35 ألف ليرة، أما الآن فوصل إلى 60 ألف ليرة.
لأن التجار قاموا بتخزين المادة لبدء الموسم، فتقل انسيابية المواد سعياً منهم لرفع أسعارها في الأسواق، علماً أننا كجمعية طالبنا بوضع خطط مستقبلية خاصة بالمواسم، حسب كل شهر، فما المانع من أن تقوم (السورية للتجارة) بتخزين مادة الجوز في براداتها وطرحها في الأسواق، واستجرار الزيت من المنتج مباشرة، وطرحها بالتقسيط للإخوة المواطنين بشكل يتناسب مع دخله، وتقوم بالتدخل الإيجابي في مساعدة المواطنين، وطرح المواد بيسر منعاً للاحتكارات التي تحصل في عدد من المواد التي يحتاجها المواطنون.