مقدمات طيبة و«خبراء الفطرة» متفائلون… «أمطار الوسم» تعد بموسم وفير في عاصمة الزراعة السورية
تشرين- خليل اقطيني:
أشاعت الأمطار التي هطلت ليلة أول من أمس على أنحاء متفرقة من المحافظة، رغم قلتها، جوّاً من التفاؤل بين أوساط فلاحي الحسكة بشتاء مطير يؤدي إلى إنتاج زراعي جيد.
فلاحٌ ستيني من جنوب الحسكة يدعى علاوي الإبراهيم قال لـ«تشرين»: جرت العادة أن نراقب الظروف الجوية في أواخر أيلول وبداية تشرين الأول، فإذا شهدت هذه الفترة هطل أمطار حتى ولو كانت خفيفة فهذا يعني أننا مقبلون – على الأغلب – على شتاء مطير .
إما “الوسم” وإما “التربيص”
وبيّن أن الأمطار المبكرة يسميها فلاحو المنطقة “الوسم” ولها فوائد جَمّة , علاوة على كونها مبشرة بموسم مطري وإنتاجي جيد, فهي تؤدي إلى ظهور الأعشاب والنباتات الغريبة التي تقضي عليها أول عملية فلاحة للأرض قبل أن تستمر بالنمو وتشارك النباتات الأصلية للقمح أو الشعير غذاءها, ما يؤدي إلى ضعفها وتدني مردودها.
أما إذا لم تهطل أي أمطار مبكرة قبل موعد الزراعة – يشرح الإبراهيم – فإن الواقع الزراعي سيكون أمام حالتين اثنتين, الحالة الأولى تخصّ أصحاب الأراضي المروية الذين يتوجب عليهم فتح المياه على حقولهم وريّها ريّة أولى تمهيدية تسمى “التربيص” من أجل دفع الأعشاب والنباتات الغريبة للنمو والظهور فوق الأرض تمهيداً لإبادتها بالفلاحة الميكانيكية.
والحالة الثانية تخص أصحاب الأراضي البعلية الذين عليهم انتظار أول “زخّة” مطر قبل فلاحة الأرض، و كلما طال الانتظار، تأخرت زراعة المحصول، وهو ما يسميه الفنيون “الزراعات المتأخرة” التي تكون عادة ذات إنتاج أقل من الزراعات المبكرة.
أمطار “الأثر” جيدة رغم قلتها
مدير الزراعة المهندس علي الخلّوف الجاسم أكد أن الأمطار التي هطلت ليلة أول من أمس على أنحاء متفرقة من المحافظة كانت قليلة لا تتعدى حدود “الأثر” بلغة النشرات المطرية، لكنه عَدّ هذه الأمطار -على قلتها- جيدة على أمل حلول موسم مطير في الشتاء القادم, بعد موسمين متتاليين من الجفاف أو “المحل” بلغة سكان المنطقة، الأمر الذي انعكس سلباً على الوضع الاقتصادي في المحافظة وتالياً على الوضع المعيشي للسكان.
وأوضح الجاسم أن فلاحي المحافظة بدؤوا خلال هذه الفترة بالاستعداد لزراعة المحاصيل الشتوية وخاصة القمح والشعير، وذلك من خلال القيام بالإجراءات اللازمة المتمثلة بتأمين البذار، وتهيئة الأراضي المخصصة للزراعة، مشيراً إلى أن فلاحة الأراضي الزراعية وتعريضها لأشعة الشمس بهدف القضاء على الفطريات والحشرات وكل ما هو ضار الموجودة في التربة مازالت في بداياتها، وهذه المرحلة تسبق مرحلة نثر البذور والزراعة التي تبدأ مطلع تشرين الثاني القادم وتستمر حتى كانون الأول، مع بقاء بعض المساحات إلى ما بعد ذلك من دون زراعة. علماً أن فلاحي المحافظة اعتادوا في السنوات الأخيرة ترك كميات كافية من البذار اللازمة لزراعة محصولي القمح والشعير من إنتاج حقولهم، من دون أن ينسوا غربلة وتعقيم تلك الكميات في منازلهم، وذلك لعدم توافر كميات كافية من البذار المغربلة والمعقمة لدى فرع إكثار البذار في المحافظة نتيجة الظروف السائدة فيها.
خطة زراعية واعدة
وأكد الجاسم أن الخطة الزراعية للموسم الحالي 2022/2023 في محافظة الحسكة هي خطة واعدة تتضمن زراعة أكثر من مليون هكتار بمحاصيل الحبوب الشتوية. فمن القمح تتضمن الخطة زراعة نحو 714 ألف هكتار, منها نحو 424 ألف هكتار بعل ونحو 290 ألف هكتار سقي. ومن الشعير تتضمن زراعة نحو 300 ألف هكتار, منها نحو 274 ألف هكتار بعل ونحو 28 ألف هكتار سقي. إضافة إلى زراعة نحو 94 ألف هكتار بالبقوليات الغذائية, منها 80 ألف هكتار بعل ونحو 14 ألف هكتار سقي.