المرشحون في القلمون يتسابقون على منصات التواصل الاجتماعي.. والغلاء يحاصر مواد الطباعة

تشرين – علام العبد 

في ظل الغلاء الذي حط رحاله على كل الأمور والمطابع منها التي كانت يوماً ما تعج بصور المرشحين وبياناتهم الانتخابية بالكثير من الإعلانات والحملات الدعائية الانتخابية وقوائم المرشحين ، لكن اليوم بعد غلاء الورق والحبر والألوان لم يجد المرشحون سبيلاً أمامهم غير مواقع التواصل الاجتماعي ، فقد بدأت صور وفيديوهات المرشحين تغزو الصفحات العامة والشخصية في الوقت الذي سجلت فيه شوارع مدن القلمون القليل من نشاطات المرشحين بشكل خجول ومعها بعض المنشورات التي تدعو المواطنين إلى الاقتراع في الثامن عشر من أيلول الجاري.

ويتسابق المرشحون إلى إيجاد صفحات عامة على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر انتشاراً بقصد نشر صورهم والتعريف بهم وبنشاطاتهم، مستعينين بالأقارب والأصدقاء إضافة إلى انتشار العديد من الفيديوهات التي بداً المرشحون بتسجيلها وبثها على منصات التواصل الاجتماعي والتي يدعو فيها المرشح المواطنين لمنح صوتهم لمن هو الأقدر على إيصال همومهم ومعاناتهم إلى أصحاب القرار، ما اعطى أصحاب الصفحات العامة على مواقع التواصل الاجتماعي والمصورين وفنيي الفوتوشوب دوراً مهماً في انتخابات الإدارة المحلية.

ويؤكد خبراء ومتخصصون زيادة كبيرة في الاعتماد على” السوشيال ميديا” للتواصل مع الجمهور والدوائر الانتخابية وبنسب اعلى من الانتخابات السابقة.

السيد محمد زيادة – صاحب محل لبيع وصيانة أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة أشار إلى أن انتخابات الإدارة المحلية لهذه الدورة تشهد توجها جديدا نحو مواقع التواصل الاجتماعي مثل زيادة الاعتماد على المنشورات التي باتت تؤثر في الناس أكثر من السابق، وعلى خدمات “البث المباشر” التي توفرها المنصات الاجتماعية، وعرض البرامج الانتخابية من خلالها، وميزة “القصص” التي توفرها معظم شبكات التواصل رغم أن جمهور هذه المنصات هو من الفئات الصغيرة العمر.

وقال: إن هذه التوجهات كلها تأتي لسببين رئيسيين: الأول هو تجاوز محدودية اللقاءات المباشرة والضوابط على عقد المهرجانات الانتخابية بسبب غلاء المواد والتجهيزات، والثاني هو استهداف الجمهور الذي يرغب المرشح في الوصول إليه عبر الإعلانات وأدوات التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت توفرها شبكات التواصل الاجتماعي بأقل الكلف.

وكانت مرحلة الدعاية الانتخابية للانتخابات للإدارة المحلية انطلقت مطلع الأسبوع الحالي مع صدور قوائم الوحدة الوطنية وتنتهي قبل أربع وعشرين ساعة من اليوم المحدد للاقتراع وهو يوم الأحد 18 أيلول الجاري .

الخبير في مضمار التواصل الاجتماعي محمد عاصي أكد أن حياتنا تتغير بكل تفاصيلها وخصوصاً مع ما فرضته العولمة علينا من سلوكيات وواقع جديد اصبحنا فيه بأمس الحاجة إلى التكنولوجيا للتواصل وإنجاز معظم الأعمال، مؤكدا أن اعتمادنا على التقنية والاتصالات بكل أجهزتها وأدواتها ومنصاتها ومنها شبكات التواصل الاجتماعي لم يعد “ترفا أو من الكماليات” ، بل أصبح ضرورة ، وهذا الأمر ينطبق اليوم على ما يجري في المشهد الانتخابي والدعاية الانتخابية والتواصل بين المرشحين ودوائرهم الانتخابية.

المواطن / كمال عوض / قال: عملت خلال أسبوع أكثر مما عملته خلال عامين متتاليين، مبيناً أن الإعداد لانتخابات الإدارة المحلية التي بدأ العديد من الأشخاص التحضير لها جرى بشكل يختلف عن السابق من حيث المطالب التي يحتاجها المرشح، مبينا ان المعركة الانتخابية للإدارة المحلية الحالية فتحت الآفاق أمام مديري الصفحات العامة على مواقع التواصل الاجتماعي والرسامين للعمل بجد واجتهاد وإظهار براعتهم في العمل والإنجاز .

المرشحون بدؤوا منذ أكثر من أسبوع بإعداد الصفحات الانتخابية إذا صح التعبير التي يتحدث خلالها المؤيدون عن صفات المرشحين الإيجابية وماذا سيفعلون للناخبين وسط تقديم مختلف أنواع المنشورات.

وقالت مدرسة وخبيرة المعلوماتية منار أبو سمره إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كان ظاهرا في الدعاية الانتخابية في الانتخابات السابقة في عام 2018 ، حيث أظهرت دراسة وقتها أن 50 % من القوائم الانتخابية والمرشحين في ذاك الوقت كانت لديهم صفحات رسمية على شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا شبكة “فيسبوك ” الاجتماعي، كما توجه أعضاء انتخبوا في تلك الدورة لإنشاء صفحات رسمية لهم على شبكات التواصل الاجتماعي كأدوات لهم للتواصل مع الجمهور وقواعدهم الانتخابية.

وأضافت: يتوقع أن تزيد نسبة الـ 50 % المسجلة في الانتخابات السابقة إلى أكثر من ذلك اليوم، وخصوصاً أن الوضع المعيشي والغلاء باتا يحاصران كل شيء ، ما اضطر المرشحين للوصول إلى أكبر نسبة من جمهورهم المستهدف عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتنويع هذا الوصول.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار