رغم مخالفتها القوانين.. إشغالات الأرصفة مصدر رزق للكثير من العائلات الريفية .. 600 مليون ليرة قيمة رخص الإشغالات لمجلس مدينة طرطوس

تشرين- رفاه نيوف

فرض الواقع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه اليوم على الكثيرين التفكير في تدبر أمورهم لتأمين مصدر دخل متواضع يحفظ ماء وجههم من السؤال ويؤمن ولو جزءاً يسيراً من احتياجاتهم اليومية، وجاء توجه الكثير من أبناء الريف إلى مراكز المدن لبيع إنتاجهم المحلي خلال كل موسم من تفاح أو عنب وجوز و خضار متنوعة وأعشاب طبية وغيرها مما تنتجه أرضهم وكانت أرصفة مدينة طرطوس هي الملاذ الوحيد أمامهم  يفرشون عليها بضائعهم منذ الصباح الباكر وحتى نهاية الدوام الرسمي، هذه الظاهرة «ظاهرة إشغالات الأرصفة» ضمن مدينة طرطوس باتت تؤرق السكان وتعوق حركة المارة وخاصة إشغالات  مكاتب السيارات والمحال التجارية ضمن المدينة وهي إشغالات ثابتة ومستمرة، إضافة للإشغالات الموسمية  التي تشكل مصدر رزق للكثير من سكان الريف من جهة ومصدراً منافساً للمستهلك الذي يرى  أن أسعار باعة «البسطات» مناسبة له  ليقع المواطن بين مطرقة الحاجة وسندان القانون  .
تقول (أم شعبان)  القادمة من قرية حبابة  بمحافظة طرطوس  وهي في العقد السابع من عمرها : في كل موسم أجمع ما تيسر لي من أعشاب طبية وأقصد مدينة طرطوس لأبيعها، واليوم أبيع الزوفا وورق الغار والميرمية  والزعتر والعشبة الحمراء لأمراض القلب إضافة إلى السماق وغيره مما تنتجه أرضي، فالعمل أفضل من سؤال الناس، والعمل شرف وفي سؤال الناس ذل حتى لو كان الدخل قليلاً ولكنه أفضل من لا شيء .
الشاب (علي – أ) يقول: كنت أبيع الخضار والفواكه على الرصيف المقابل للكراج الجديد ضمن مدينة طرطوس من خلال الكشك الذي يعود لقريبي ولكن مع بداية العام الحالي تمت إزالة الأكشاك من مجلس المدينة فأضطر اليوم للبيع على الرصيف، فهذا باب رزق لي ولعائلتي وهو مصدر الدخل الوحيد لي وفي حال تم منعي من البيع فسوف أتحول إلى عاطل من العمل بل إلى متسول .
ولا تقتصر إشغالات الأرصفة على الباعة الموسميين بل تتعدى ذلك لإشغال أصحاب مكاتب السيارات للأرصفة بل لمساحة كبيرة منها، إضافة لإشغالات الكورنيش البحري وإشغالات محال بيع الأدوات المنزلية والكهربائية وغيرها وكل هذا كما ذكرنا يعوق حركة المارة ويشوه المنظر العام للمدينة .
مدير المهن والشؤون الصحية في مجلس مدينة طرطوس المهندس فراس الموعي أكد أن ظاهرة إشغالات الأرصفة منتشرة في كل أنحاء العالم وخاصة الأماكن الشعبية والكراجات وتستقطب الكثيرين لأن أسعارها منافسة،  وفي مدينة طرطوس تنتشر عند الكراج القديم والكراج الجديد وسوق النسوان، كما تنتشر إشغالات من نوع آخر على الكورنيش البحري مثل الإكسسوارات والحاجات المنزلية والتحف وغيرها، إضافة إلى الإشغالات ذات البعد السياحي وإشغالات محال السمانة والخضار ومكاتب السيارات إضافة إلى العربات الجوالة الموسمية .
والقانون المحلي /37/ لعام 2021 فيما يخص الإشغالات فرض وجود رخصة إشغال يعطيها المكتب التنفيذي لإشغال الملك العام ، ضمن شروط تخص نوعية الإشغال ومساحته ومدته، وهي رخصة مدفوعة الرسوم سلفاً ويعاقب كل من يشغل الملك العام من دون رخصة وذلك بتنظيم الضبط اللازم، وتخصيص رسم الإشغال عن المدة التي شغلها وإزالة الإشغال .
وأضاف الموعي: إن مجلس المدينة منح مجموعة من رخص الإشغال أمام المحال بما ينسجم مع رخصة المحل ونوعية المواد المعروضة  في المحل سواء معارض سيارات أو محال بيع خبز الصمون والسمانة، وتم تحصيل الرسوم وفق القرار الصادر عن مجلس مدينة طرطوس رقم /6/ لعام 2022 حيث يصل  سعر المتر باليوم لـ250 ليرة للمتر المربع الواحد، إضافة لمنح رخص إشغال أمام المقاصف والمطاعم على الكورنيش البحري برسم /400/ ليرة للمتر المربع الواحد  ورسم /30/ ألف ليرة للمتر المربع الواحد لإشغال أملاك مغلقة أمام المطاعم ، ومن المتوقع وصول رسوم الإشغال المحصلة لهذا العام 2022 إلى /600/ مليون ليرة  ويصل رسم السيارة الواحدة  في مكاتب السيارات التي تشغل الأرصفة إلى مليون و/600/ ألف ليرة في العام، إضافة  لإشغالات المدينة ضمن المسطحات الرملية على الكورنيش البحري ، وذلك بعد أن تم تنظيم الإشغالات  وإخلاء الممرات والمسطحات الخضراء على الكورنيش البحري .
وتقوم الدائرة المختصة بجولات رقابية ميدانية يومية وفق الإمكانات المتاحة ضمن شوارع المدينة وأسواقها لضبط الإشغالات غير المرخصة إضافة لمعالجة جميع الشكاوى التي ترد يومياً والناتجة عن إشغالات غير نظامية تشكل إعاقة لحركة الناس بما فيها إشغالات المولدات الكهربائية .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار