استخدام بدائل طبيعية عن المواد الكيميائية في الإنتاج الزراعي

دينا عبد
تضمّن المؤتمر الثالث عشر للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية المنعقد في الفترة ما بين 15 و 17 أيار الجاري في رحاب مكتبة الأسد في دمشق تحت شعار “البحث العلمي الزراعي عمل وأمل” أبحاثاً متنوعة تغطي كل المجالات الزراعية، وقد توافق بعض هذه البحوث المقدمة مع التوجّه العالمي لاستخدام البدائل الطبيعية في زيادة الإنتاج الزراعي للتخفيف من الأثر الضار لاستخدام المواد الكيميائية على البيئة وصحة الإنسان، وللاستفادة من الموارد المتاحة بدلاً من الاعتماد على المواد المصنّعة، ما يقلل من تكلفة الإنتاج ويضمن استدامة أفضل للإنتاج.
فقد عرضت الدكتورة غاده قطمة الباحثة في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية بحثاً عن: “تقييم كفاءة بعض المستخلصات الطبيعية في تجذير عقل الزيتون صنفي خضيري وقيسي”، وخَلُص البحث إلى إمكانية استخدام مواد طبيعية متوفرة في البيئة السورية لتحفيز تجذير عقل الزيتون من أصنافنا المحلية المزروعة في سورية، ما يسهم في إنتاج شتول زيتون بأقل تكلفة بدلاً من استخدام هرمونات التجذير المصنعة، وبما يتوافق مع شروط الإكثار في الزراعة العضوية.
وشارك من العراق الدكتور جواد عناد مهدي الكلابي مدير مشروع الزراعة العضوية وزراعة الفطر في وزارة الزراعة العراقية ببحث عن “تأثير المايكوريزا والصخر الفوسفاتي المحمّص جزئياً و«كمبوست» جذوع النخيل في جاهزية فوسفور التربة، وفي حاصل محصول الذرة الصفراء” (Zea mays L.) ، وأبرز البحث أهمية استخدام الملقحات البكتيرية وصخور العناصر المغذية، والكمبوست المجهز من المنتجات الثانوية للمزارع (والمستخدم هنا جذوع النخيل) في تحسين العناصر المغذية المتاحة للنبات وزيادة الإنتاجية من دون إضافة الأسمدة الكيميائية.
وقدم الدكتور مازن أشرم الباحث في محطة بحوث الهنادي في اللاذقية عرضاً عن “فصل الأحماض «الهيوميك» عن كمبوست مخلفات تقليم الزيتون ودراسة تأثيرها في إنتاجية القمح تحت الظروف المطرية في منطقة الاستقرار الأولى”، وتأتي أهمية البحث من استفادة المنتجات الثانوية لشجرة الزيتون من نواتج التقليم واستخدامها في تحضير الكمبوست ثم فصل حمض الهيوميك عنها لاستخدامه كمخصب للنبات، وقد أظهرت التجربة تأثيراً معنوياً إيجابياً لحمض الهيوميك في زيادة إنتاجية القمح، وهنا تتضح إمكانية تصنيع بدائل طبيعية محلياً للأسمدة العضوية عوضاً عن استيراد المصنّع منها.
إن مواكبة البحث العلمي الزراعي في سورية والوطن العربي لمتطلبات نظم الزراعة المستدامة وتصنيع المنتجات الآمنة بيئياً وصحياً يبرز وجود إرادة وتصميم مستمرين للنهوض بالقطاع الزراعي مهما عصفت الصعوبات والتحديات بمنطقتنا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار