على وقع كارثة “أفاميا “التي أصابت سهل عكار، بدأت وبشكل متسارع عمليات جني محصول البطاطا، ويشهد هذا البند الغذائي المهم تدنياً للأسعار بشكل يومي للأسعار، ما يوحي بأننا قد نصل بعد أيام قليلة إلى انهيار كبير في أسعار البيع من قبل الفلاحين ولأن الـ ٢٠ ألف طن التي استوردتها “السورية للتجارة” .. مازال قسم كبير منها في المستودعات، وهي تعادل الكمية المتوقع إنتاجها في الساحل، لذلك لم تفكر هذه الأخيرة بتسوق البطاطا من المزارعين حتى الآن، ونعتقد أن هذه الكميات ستكون حاضرة بقوة في سلم الحجج التي ستطلقها المؤسسة في دفاعها عن هذا التأخير في الشراء من الفلاحين ..
ليست المرة الأولى التي يسمح فيها باستيراد البطاطا قبل فترة وجيزة من الموسم، واعتقد أنها لن تكون الأخيرة.. لكن ما يميز موسم هذا العام هو إلزام الفلاحين ببذار لا يعلم أحد إلى أي جيل ينتمي .. فقد حدثني أحد الذين تم توريطهم بأنه قام بزراعة نصف طن من بذار أفاميا، وهو يخجل، ويخاف من جنيها، وخاصة بعد تلك السمعة السيئة، والكشف الحسي الذي قام به ..
أما ( الميزة ) الثانية فهي تأخر “السورية للتجارة” في التسوق المباشر كعادتها طبعاً في كل المواسم: بطاطا، حمضيات .. إلخ لدرجة أننا بتنا مقتنعين بأنه ليس لها من اسمها نصيب، ولا يمكن أن تبادر من دون توجيه ..
قد تكون مغلوبة على أمرها، كأن يكون قرارها ليس بيدها ، ولذلك قامت ، أو كلفت أحد المستوردين باستيراد الـ ٢٠ ألف طن .. علماً أنه تم استيراد كمية مشابهة قبل فترة وجيزة من إمضاء عقد التوريد ..
وحتى لا يتهمنا أحد بسوء النية نقول: إن لدى “السورية للتجارة” الكثير من البرادات وهي تستوعب كميات كبيرة من الخضار والفاكهة، ويتم في كثير من الأحيان تأجيرها للقطاع الخاص.. فلماذا لا تقوم المؤسسة بالتدخل الإيجابي للشراء المباشر من الفلاحين ومن اليوم الأول لجني المحصول .. أي محصول كان؟!
بمعنى، أن تكون مستعدة دائماً للدخول إلى الحقول من دون أن تنتظر توجيه وزير، أو رئيس الحكومة، وهذا لا يكون إلا بعد أن يعلو صوت الفلاحين وتصبح خسارتهم محققة ..
من هنا نرى أن تقوم ذراع الحكومة بتحريك سياراتها دون إذن من أحد، فهذا عملها ولا تحتاج إلى ثناءات فيما لو قامت به حتى قبل انتهاء العطلة ..