كريدي: مرسوم العفو قرار جريء وشجاع
اعتبرت ميس كريدي ،الكاتبة والسياسية وعضو لجنة صياغة الدستور عن المجتمع المدني أن مرسوم العفو الذي أصدره الرئيس الأسد فيه من الجرأة بقدر مافيه من تسامح .
ورأت كريدي في تصريح لـ”تشرين” أن هذا التوجه يعزز الثقة بالدولة السورية ، التي واجهت خلال عشر سنوات أعتى أنواع الأسلحة والإرهاب ،وها هي بثقة تعفو وتفتح صفحة جديدة .
وقالت الكاتبة والسياسية السورية : إن الظرف التاريخي الذي مرت به سورية، خلال عشر سنوات جعل من اتخاذ الخطوات لها معاني سياسية واقتصادية واجتماعية ،لذلك فإن صدور مرسوم في هذا الوقت يحمل في طياته عفواً عاماً فيه من الجرأة القانونية الكبيرة لجهة أن السيد الرئيس أعفى عن جرائم موصوفة وفق القانون بأنها إرهابية ، حيث إن أزمة سورية كلها كانت جراء الحرب على الإرهاب .
وشددت كريدي على أن مرسوماً بهذا المضمون فيه الكثير على المستوى السياسي والقانوني والاجتماعي ، وبالوقت نفسه حافظت الدولة على الحق العام في النقطة المتعلقة بمن لم تتلطخ أيديهم بالدماء ، بمعنى أن الدولة تسامحت مع حقها ، وثبتت حقوق الأفراد.
وذهبت كريدي إلى القول :”هذا المرسوم لا يمكن قراءته من زاوية سطحية ، لأن الغاية الأساسية هي الانتقال من مرحلة تسميم الجو السوري والعداء القابل للاستثمار بأي لحظة، ولا سيما أن الدولة السورية تدرك أن الأحزمة الناسفة جاهزة ، و هناك من يوقد النار تحت الرماد ، و خاصة أن هذا الملف دائماً في الأدراج الدولية والإخوانية ، لذلك فإن المرسوم بهذه المساحة عميق جداً .”
وأضافت عضو المجتمع المدني :إن المرسوم تجاوز المآسي التي عاشتها سورية ، من منطلق الثقة ، بمعنى مهما تعددت آراؤنا كأفراد فلا يمكن أن نملك ما تملكه الدولة، ولا نملك بعد نظرها .
لذلك رأت كريدي ان دولة مثل سورية عبرت عشر سنوات عجاف استخدم ضدها كل ما يمكن استثماره ، وصمدت وانتصرت تملك الجرأة ، وتبعث على الثقة .
ولفتت إلى أن النقطة الرئيسة في المرسوم أنه يبعث على التفاؤل ، وخاصة ونحن نعيش أوجه الضغوط و أحد أشكالها الاقتصادية ، وفي هذة اللحظة الضاغطة يأتي العفو ليوسع أمامنا من مساحة الرؤية والتفاؤل والثقة بالدولة بأن القادم أفضل وما يصدر عن الدولة هو بمنزلة بوابة عبور للمستقبل ، بمعنى أن هذا يؤكد صوابية خيار من راهن على قوة الدولة السورية وتمسك بها .
وختمت كريدي :” إن قرار العفو عن الخصوم والأعداء، الذين كانوا جزءاً من الحرب، تحت عناوين وتسميات كثيرة وقاتلة قرار جريء وشجاع، ويقول لفواعل الحدث السوري والمهتمين به إن سورية بقيادة الرئيس الأسد مستعدة للمضي في الطريق الذي يساعد في تفكيك العُقَد، والتخفيف من تبعات وأحوال وأهوال الحرب.