” ثقافة حماة”… خطط وبرامج تثقيفية لإعادة المتسربين إلى مدارسهم
لإيمانهم بأن العلم قوة مجتمعية وضرورة من ضرورات الحياة، والركيزة الأساسية لأي تطور ونماء، تتابع مديرية ثقافة حماة حملات الدراسة البحثية والتقييم المجتمعي لحالات التسرب المدرسي والعمل على إعادة هؤلاء المتسربين إلى مدارسهم بعد اتباعهم دورات تحديد مستوى وتمكين وتعليم في المراكز التي أعدتها مديرية الثقافة لهذا الخصوص.
تأتي هذا الحملات في إطار التعاون و الشراكة بين وزارة الثقافة السورية و منظمة اليونيسيف ، وضمن برنامج نماء ومشاركة اليافعين ومشروعي التعليم المتكامل (نغم و قلم) ومهارات الحياة الذي تنفذه مديرية ثقافة الطفل وفرقها في المحافظات.
قسم ثقافة الطفل – فريق “نغم وقلم” وفريق مهارات الحياة في حماة توزعوا مهمة البحث والتقصي في أحياء المدينة والريف القريب مزودين باستمارات ناظمة لعملهم، وتمكنوا من تسجيل أعداد من الأطفال الذين حالت الظروف دون إتمام دراستهم.
وبعد جهود متميزة التحق عدد من الأطفال المتسربين في المراكز التعليمية التي تم إعدادها لهذا الشأن ، وكانت كوادر هذه المراكز على استعداد لاستكمال عمل الفرق التطوعية، ففي المركز يقوم مختصون بسبر علمي لتقييم الصفوف المناسبة للملتحقين، ثم تنطلق الدراسة في صفوف مناسبة وبمنهاج تعليمي تم إعداده لهذه الفئة من الأطفال.
جولات الاستقطاب التي تقوم بها فرق نغم وقلم ومهارات الحياة تمكنت من إقامة جسور الثقة مع المجتمع، وإقناع كثير من الأسر لإرسال أبنائهم إلى مراكز التعلم، إضافة إلى استقبال أعداد من التلاميذ لاتباع دورات تقوية دراسية رديفة لما يتعلموه في مدارسهم الرسمية.
عشرات من حالات التسرب والراغبين في اتباع دورات التقوية احتضنتها صفوف التعليم المتكامل في ثقافة حماة، والنتائج تمثلت في انضمام كثير من هؤلاء الملتحقين إلى الفرق التنظيمية والبحثية للمساهمة في مكافحة ظاهرة التسرب المدرسي.
مدير الثقافة في حماة سامي طه عبٍّر عن سعادته الكبيرة للإنجاز الإنساني الذي تحقق بفضل برنامج التعليم المتكامل ( نغم و قلم ) وتحدّث في تصريح ل(تشرين) عن الجهود الكبيرة التي تقوم بها الفرق التطوعية في هذا الشأن، مشيراً إلى استراتيجية عمل ثقافة حماة وهي التركيز على تأسيس وتشكيل الفرق التطوعية والصديقة والشريكة في تحقيق خطط وبرامج الثقافة .
على أرض الواقع نرى ما حققه قسم ثقافة الطفل والفرق التابعة له في هذا المجال، فلا يكتفي الفريق بالدراسات التقييمية المجتمعية بل تتم متابعة الحالات ميدانياً إلى أن تنتظم هذه الحالات في الصفوف المخصصة لتعليمهم، وفي نهاية مرحلة من مراحل التدريس يتم إعداد المتسربين ومن هم في مراحل خطر التسرب للعودة إلى مدارسهم الرسمية، فهذه الدورات التي تتيح للمنتسبين برامج تثقيفية ومهارات الدعم النفسي والحياتي لا تغني عن المدارس والتربية ومناهجها، بل نحن نرى في برامج وزارة الثقافة تعاوناً وتكاملاً مع خطط وجهود وزارة التربية التي تفعل كل ما هو ممكن من أجل أبنائنا.
يقول مدير الثقافة أن الغاية هنا تتمثل في إعادة أطفالنا جميعاً إلى مدارسهم، وألا نتركهم عرضة لحياة أميّة سلبية النتائج والانعكاسات، واستدرك قائلاً: الجهل أحد الأبواب الرئيسة التي تتسلل منها أمراض وآفات المجتمع، ودور الثقافة يكمن في التوعية والتثقيف والتعليم، ويندرج استقطاب الأطفال المتسربين وتأهيلهم تحت هذه العناوين.