وزير التعليم العالي ل”تشرين”: المؤتمر العلمي الهندسي من المؤتمرات المهمة لإعادة الإعمار
تابع المؤتمر العلمي الهندسي الذي تقيمه كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق بمناسبة مرور ستين عاماً على تأسيسها تحت عنوان “ستون عاماً من البناء والعطاء” جلساته على مدرجات الكلية.
وقدم الباحثون المشاركون العديد من الأبحاث التي تخص العمل الهندسي في جميع التخصصات.
وفي تصريح خاص ل”تشرين” بعد حضوره جانباً من أبحاث المؤتمر ، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم، أهمية انعقاد المؤتمر العلمي الهندسي، والمشاركة الواسعة بتلك الفعاليات من قبل الجامعات جميعها.
وقال الدكتور إبراهيم : ” يأتي المؤتمر ونحن نبدأ مرحلة إعادة الإعمار، وتالياً هذه الأبحاث المقدمة تكمن أهميتها في تطبيقها على أرض الواقع، سواء كان ذلك في موضوع التأثير الزلزالي على المنشآت، أو في مجال الهندسات الإنشائية والمائية والبيئية والجيوتكنيكية، وجميعها تصب في إطار دعم البحث العلمي”.
وطالب إبراهيم، عمادة كلية الهندسة المدنية أن تقوم بجمع المقترحات المطروحة في المؤتمر، ليصار إلى مناقشتها في مجلس التعليم العالي، بغية إقرارها وتوزيعها على الوزارات والمديريات والمؤسسات المعنية في هذا المجال للاستفادة منها.
وأشار الوزير إلى قيام الوزارة بدعم الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية المتخصصة المحكمة بمكافآت جيدة تتراوح بين 500 ألف ليرة وثلاثة ملايين ليرة، شريطة أن يكون للبحث أهميته ورؤيته في التطبيق على أرض الواقع.
بدورها المشرفة العلمية على المؤتمر الدكتورة ميادة كوسا النائب العلمي في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق تحدثت عن أهمية الأبحاث التي قدمت خلال المؤتمر العلمي، مشيرة إلى أنها بلغت 86 بحثاً، عرض منها 55 بحثاً بسبب ضيق الوقت. وتناولت جميع الاختصاصات في كلية الهندسة المدنية، فكان المحور الإنشائي والإدارة والتكنيكية والمائية والبيئية والطبوغرافية، كما كانت هناك مشاركات خارجية من أساتذة سوريين من خريجي الجامعات السورية يقيمون خارج حدود الوطن عبر منصة الزوم أونلاين، ممن أثبتوا تميزهم وتفوقهم في الجامعات العالمية، وهم قصص نجاح لطلابنا وخريجينا، فتعرفنا من خلالها على أحدث الطرق والتجهيزات والطرق التحليلية والدراسات التي تستخدم في العالم، وأيضاً يساهمون معنا في الإشراف المشترك على طلابنا في الدراسات العليا، ونستعين بهم للتطور العلمي والبحثي في الجامعات.
ونوهت كوسا بالمقترحات والتوصيات التي ستكون محاور بحثية للاستفادة منها، وخاصة القابلة للتطبيق في الوزارات الأخرى ضمن إطار إعادة الإعمار .
من بين الباحثين المشاركين قدم الباحث المهندس علاء برمو مدير الهلال الأحمر في درعا بحثاً تناول فيه فعالية خلطات معدنية ذكية، لاستخدامها في زيادة كفاءة أنظمة العزل الزلزالي للأبنية، والتي ترتكز على الأنظمة المطاطية أو الاحتكاكية، وتكمن أهمية البحث باعتماده زيادة ديمومة وفعالية الأبنية، فالهدف الجديد استخدام المواد الذكية الجديدة المدورة، وخصوصاً الخلطات المخترعة الجديدة لتأمين فعالية دائمة للأبنية، وهذه الخلطات مطبقة الآن في اليابان والدنمارك وتركيا، ولها تطبيقات أخرى بصناعة الطيران ، وفي المواضيع الطبية، حيث تستخدم في شبكات القلب.
وتحدثت المهندسة أسماء نسب عن بحثها المتضمن تأثير الضرر الإنشائي الناتج عن الحريق على مقاومة الجدران الخرسانية المسلحة للأحمال الزلزالية، وخاصة ما يحدث في محطات الطاقة النووية المعرضة بالأساس لدرجات حرارة عالية، وقد تتعرض للزلازل، فنحاول معرفة الأضرار الناتجة عن هذه الأحمال، بغية دعم تلك المنشآت وتأسيسها لمقاومة تلك الأحمال الحرارية والزلزالية.
وقالت الدكتورة رائدة الشيخ من جامعة تشرين: ” قدمت بحثاً يدخل في تصميم العناصر البيتونية المسلحة ، وهو بحث أكاديمي يشير إلى نظريات التصميم المعروفة المتعلقة بمجال الهندسة المدنية وتتداول في فرنسا، وتعود للكود الأوروبي عن طريق أستاذي المعروف جورج وردة، وهو رئيس قسم هندسة إنشائية في جامعة سيرجي بونت، ودكتورتي المشرفة عميد المعهد العالي للزلازل الدكتورة هالة حسن في العودة لمفاهيم ميكانيك التصدع، وإلى الآن هناك صعوبة في التعامل مع هذا الجانب، ولكننا حين شاهدنا تلك المفاهيم كيف بدأت تأخذ دورها أخذنا ذلك بعين الاعتبار، وأصبحنا نشعر أن لعملنا قيمة وآمل أن ننفتح على هكذا مجالات.”
وعبّرت المهندسة المدنية سوسن هلال مديرة في هيئة التخطيط الدولي عن أهمية المؤتمر من الناحية العلمية لأنها اخترقت مقاعد الدراسة مجدداً بعد سنوات عديدة لتستمع لأبحاث مهمة في مجال الهندسة المدنية، خاصة كما أشارت أن تلك الأبحاث أغلبها محكمة عالمياً، وتعرض للكثير من القضايا التي تهم الشأن العام، وخاصة في إطار إعادة الإعمار.
وعلى هامش المؤتمر قال الوزير السابق حسام الصفدي باعتباره من خريجي الدفعات الأولى لكلية الهندسة المدنية لجامعة دمشق: يحن المرء للذكريات الجميلة السابقة، إذ كان عددنا قليل، وكنا نعرف بعضنا بالاسم، والعديد منا وخاصة من الدفعات الخمسة الأولى للخريجين ساهموا في بناء المملكة العربية السعودية، فالثقة بالمهندس السوري كبيرة، ونثق اليوم بقدرات مهندسينا في إعادة الإعمار، واستخداماتهم للتقنيات المتقدمة الحديثة والتعامل معها.
وقال الدكتور طالب عمران الذي أمضى حتى الآن 36 سنة في التدريس في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق: الكلية عريقة وأشعر أن لها أثراً كبيراً في حياتي كمدرس متخصص في الرياضيات التفاضلية وفي الفلك وقدمت حتى الآن 14 رواية عن الهند، حيث درست الدكتوراه هناك، وعلاقتي بطلابي لها خصوصية، فأحرص على إرشادهم وتزويدهم من تجاربي العملية والكثير منهم أصبحوا أصدقاء لي، وانعقاد المؤتمر العلمي خطوة مهمة تحسب لكليتنا في إطار تعزيز البحث العلمي وتطويره.
ت: طارق الحسنية