طالبة صغيرة من قمة الإعاقة.. إلى قمة الإبداع

أدمعت عيناي وأنا أستمع لوالدة (يمنى علما) الطالبة في الصف الحادي عشر من ثانوية بسام حمشو للفنون النسوية بدمشق، وهي تحدثني كيف جاءت ابنتها يمنى للحياة وهي لا تنطق أو تسمع ، وكيف تغلبت أسرتها على وضعها بالصبر والاجتهاد والطموح، حيث كبرت يمنى وأظهرت مواهبها ونشاطاتها في الكثير من الأشياء وميولها للفنون والرسم والتطريز ، وتم الاهتمام بها من محيطها و تحفيزها على الرسم والإبداع لتحصل على سهادة التعليم الأساسي وتدخل ثانوية بسام حمشو للتعليم المهني وتتابع المدرسة وكادرها ما بدأه الأهل من دعم ومثابرة إن كان من خلال المديرة فاتن زين الدين أو المدرسين جميعاً، حيث تعاملوا معها وكأنها طالبة طبيعية كباقي الفتيات ، بل وكانت تأخذ حيزاً من الدلال أكثر منهم، وشاركت في المعرض الذي أقامته المدرسة منذ أسابيع من خلال عملها في التريكو والتطريز لتبهر الحضور بفنها الراقي وجمال تصاميمها وأناقة أناملها، ما استدعى مباشرة مدير التربية سليمان اليونس الطلب في لقائها ، حيث كرم يمنى وكرم مديرة مدرستها تقديراً لما رآه من صورة تشاركية إنسانية مشرقة لمعنى التآلف التربوي أثبتت نجاحها وولادة طالبة متميزة من جديد .
تقول لنا يمنى بإيماءاتها وعيونها : حين علمت أن مدير التربية طلب مقابلتي لتكريمي، زادني هذا الأمر فخراً بنفسي وبأهلي وأساتذتي جميعاً وسعادة وشعوراً بالسعادة لا أستطيع وصفها بأنني حققت حلماً ما فارقني يوماً في حياتي وبأن أفتح من خلاله مشروعاً يناسبني أحقق من خلاله إبداعات في مجال التطريز والتريكو وبأسعار مقبولة لجميع الناس. وتضيف:أستعد اليوم لإكمال دراستي الثانوية وأن أنجح وأسجل بعدها في كلية الفنون( حلم حياتي) و أن أتابع تعليمي حتى أثبت للعالم أجمع أن الإعاقة ليست نهاية الكون، وبأن الدعم والرعاية والاهتمام تصنع المستحيل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار