معاً نبني حلماً
هل تكون مبادرة وزارة الزراعة في قرية قطرة الريحان في الغاب البداية للوصول إلى قرى تنموية ذات اقتصاد زراعي متطور، من خلال الاستخدام الأمثل والمستدام للموارد الطبيعية والبشرية، بغية الانتقال إلى حياة أفضل مما كانت عليه سابقاً؟
مساهمة الأهالي في تجهيز مكان وحدة التنمية الريفية في القرية، هي خطوة في الاتجاه الصحيح، للتعاون بين المجتمع الأهلي والجهات الرسمية في قطاع الزراعة، الذي ينبغي العمل على تشجيعه، وتوفير سبل نجاحه وتطوره وتقدمه، لأن مجتمعنا في الأساس مجتمع زراعي، والابتعاد عنه له منعكساته السلبية على أكثر من جانب، ولذلك علينا التمسك به، لأنه الملاذ الحقيقي لحلحلة الكثير من المشكلات التي نعاني منها، جراء الحرب الكونية التي فرضت على الوطن، والحصار الاقتصادي الجائر الذي لم يوفر شيئاً في سبيل التضييق على المواطنين في لقمة عيشهم وتاليا الضغط على الدولة السورية .
إن تمويل المشاريع الأسرية المولدة للدخل لثلاثين أسرة من خلال القروض، وكذلك نشر ثقافة تدوير المخلفات العضوية من خلا ل استخدام سماد الدود للحصول على “الفيرمي كمبوست”، عبر تدريب الأهالي من خلال دورة تدريبية خصصت لها الوزارة عددا من المتخصصين، ومسمكة أسرية، ووحدة للتصنيع الغذائي متعددة الأغراض وتأمين مكان لها من المجتمع الأهلي، كلها عوامل كفيلة بتحقيق أولى خطوات النجاح لتكون قطرة الريحان أنموذجاً يحتذى به على أكثر من صعيد.
وكان لافتاً أيضاً في هذا التوجه ضمن القرية، العمل على نشر تقنية إنتاج الغاز الحيوي باستخدام هاضم حيوي أسري لإنتاج الغاز والسماد، كإحدى الوسائل البديلة للطاقة، لتكون في متناول القائمين على المشروع، بدلاً من حالة الانتظار لتأمين الطاقة الأساسية نتيجة ساعات تقنين الكهرباء الطويلة .
أما الجانب المهم أيضاً في البرنامج المعد للقرية فيتمثل في زراعة النباتات التي يمكن الاستفادة منها كعلف للحيوانات، واستنبات بعضها الآخر، ما يعني انعكاسا إيجابيا على احتياجات أهالي القرية، وبناء وحدات تصنيع للحليب ومعالجة للمواد العلفية بشكل يضمن استخدامها لفترات طويلة من الزمن حين يتم استخدامها كمكعبات علفية أو من خلال السيلاج.
هذه المشاريع هي إحدى الخطوات المهمة التي ينبغي العمل على تعميمها، والسعي لنجاحها، ففيها السبل الكفيلة بالتخفيف من أوجاع الناس من أجل تحسين الواقع المعيشي، فلنعمل على تحقيق ذلك، ونوفر سبل النجاح الأمثل لها .