عن العرض السادس من الاحتفالية «سرحان في وادي الكسلان» عرض للأطفال مسبوقٌ برقصات سريانية
للأطفال في حمص حصتهم من احتفالية اليوم العالمي للمسرح، ففي اليوم السادس جرى عرض «سرحان في وادي الكسلان» للكاتب “نور الدين الهاشمي”، إعداد وإخراج أفرام ديفيد, قدم العرض فرقة “المحبة” التابعة لكنيسة مار أفرام السرياني, لكن قبل العرض ورغبة من الكنيسة بتعريف الأطفال بتراثنا السرياني قامت مجموعة من الصبايا بتدريب من الفنانة “مادلين عشي” بتقديم لوحتين على أنغام غناء سرياني لم يكن واضحاً تماماً، ربما لسوء التسجيل الذي طغى عليه صوت آلة الأورغ، ومن اللوحتين نستشف بدايات الدبكة السورية كيف يعتمد فيها على ثلاث نقلات ثم خبطة بالقدم وهي التي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، فكانت متقنة الأداء ومبهجة، ولعل نشاط هذه الفرقة يستمر ويتطور أداءً وأزياءً وفعالية لتضيء لنا بعضاً من مقومات هويتنا, ثم جرت وقائع العرض المسرحي الذي تناول عدم رغبة سرحان بالعمل وقضاء يومه بالنوم والأكل، وكان كلما طالبته زوجته بالذهاب للعمل في الحقل مسوّغاً كسله بالمرض، إلى أن استطاعت أن تقنعه بضرورة الذهاب إلى المطحنة وإلاّ لن يجد ما يأكله لنفاد مؤونة الطحين لديهم، فتتحرك فيه النخوة قليلاً وبتشجيع منها يقرر الذهاب فتعطيه نصيحة أن يذهب من الطريق الطويل والابتعاد عن الطريق القصير المليء باللصوص، لكنه يصر على المضي من الطريق القصير، وإن نهاه عن ذلك حماره الذي يؤنسنه النص، وخلال ذلك نكتشف جهله وعدم قدرته على القراءة، فما أن يمضي بالطريق الذي اختاره حتى يعترضه لص وشقيقه الأصغر الذي نلاحظ أنه يخضع لأوامر شقيقه الأكبر برغم أنه لا يحب السرقة وغير مقتنع بها، فيسرقان من رجل دجاجة كبيرة بالاحتيال عليه، واتهامه أنه غشاش كان يريد أن يبيعهم دجاجة ميتة، بعد أن استبدلاها له, ثم يسرقان من سرحان كيس القمح فيعود لمنزله ويزداد كسلاً وادّعاء اشتداد المرض عليه بعد أن أوهمه اللص شكيب بأنه مصاب بمرض خطير، فكشف عليه وقال له: لسانك أصفر, وهذا يعني أنك مصاب بالداء الصفراوي، فيتساءل سرحان ماذا يعني، فيزيد شكيب من ألاعيبه “عظامك ستتحول إلى نحاس وأنك ستموت”، فيسأل متى أموت؟ يجيبه اللص المحتال: ستموت في اليوم الذي ستعطس فيه خمس مرات متتالية, وينصحه بالعودة للبيت، ثم يدخلان كيس القمح والحمار إلى مغارتهما ويلحق شكيب بسرحان للبيت ويسرق له ما تيسر منه، وعندما يصل سرحان للبيت يعطس خمس مرات فيقتنع أنه مات, ولذلك يقول جملاً تضحك الأطفال إذ يقول: تلحقني إلى البيت وتستغل موتي وتسرقني آه لو لم أكن ميتاً، ما يثير ضحك الأطفال وتفاعلهم, وحين عودة اللص للمغارة بالمسروقات يتمكن الحمار من الهرب، وبهروبه يساعد الشرطة بعد شكوى سعدى زوجة سرحان على الاستدلال إلى مكان اللصين والقبض عليها واستعادة المسروقات, ومن ثم يتم التعاون مع الزوجة بإيهام سرحان خلال حلم فتحضر عليه جنيتان وتكلفانه بمهمة صعبة جداً ببناء جدار عالٍ يدور، أو بإعادة نجمة سقطت إلى مكانها في السماء، وإلاّ سترميان به في وادي البركان, وعندما تهدده بأنه لا يجيد أي عمل يقول إنه يعرف الزراعة والسقاية ثم تكلفه الجنية بحفر ساقية بعمق متر من المكان الذي فيه حتى آخر الدنيا، ويقول: إنه سيموت ألف مرة ولن ينتهي، فيواجهانه بحقيقته “ألم تدع أنك ميت” فينكر ذلك, وباعترافه يكتشفان كذبه فيعود للحياة والعمل من دون كسل, تجري أحداث العرض بسلاسة جميلة تناسب المرحلة العمرية للأطفال دون سن العاشرة، حاولت المسرحية أن تعزز لديهم حب العمل وعدم التقاعس، وأن من يخرج عن القوانين ويعتدي على أملاك الغير سيلقى عقابه من الشرطة, وطبعاً لا بدّ من مخاطبة الأطفال في نهاية العرض بضرورة العمل، وقد حمل خطاب الأغنية التي اختتم بها العرض تحيات لبعض المهن كالخياطة، وإعداد الخبز، وبناء المنازل، والنجارة، والحدادة، وبها حقق تواصلاً بينه وبين الأطفال من جديد. وكان لاستثمار المخرج أنسنة الحمار بمداعبات ومشاكسات لسرحان أو للص دور كبير في تفاعل الأطفال معها.