التعصب الرياضي قنبلة موقوتة في ملاعبنا… والحلول غائبة
لا تزال ملاعبنا وصالاتنا الرياضية ساحة خصبة لأعمال الشغب والعنف التي نشهدها بين الحين والآخر من دون وجود حلول علمية، وإنما تقتصر المعالجة على فرض العقوبات المالية والفردية على هذا النادي أو ذاك، وسرعان ما نرى تجدد هذه الظاهرة.
وفي الوقت الذي يرزح فيه مجتمعنا تحت كاهل العديد من الصعوبات كغلاء الأسعار وصعوبة تأمين متطلبات الحياة وغيرها، والذي قد ينعكس على ردة فعل الجماهير سلباً فمن الضروري الوقوف بوجه هذه الظاهرة المستجدة في رياضتنا ومحاولة إيجاد الحلول العلمية لها بالتعاون مع الخبراء والاختصاصيين.
سمر سلمان المرشدة النفسية للمنتخبات كشفت أن التعصب الرياضي هو سلوك رياضي مضطرب نفسياً وغير قانوني من قبل بعض مشجعي الرياضة وهي ظاهرة تطّرف في الآراء لصالح نادٍ رياضي معين ضد آخر.
ولفتت سلمان إلى أن أسباب هذه الظاهرة هي قلة الوعي والتنشئة الاجتماعية غير الصحيحة ووسائل الإعلام وقيادة روابط المشجعين غير الكفوء وعدم اهتمام المنظمين بما ينتج عنها من حالات الفوضى والعنف غير المبرر والسلبية وتصيب المشجعين بالتوتر والانفعالات وأحياناً تصل إلى مرض فيزيولوجي، إذ تتغير المؤشرات الحيوية من ازدياد لضربات القلب وارتفاع ضغط الدم ( جلطات –كولون عصبي- نوبات هستيريا) بحيث لا يقبل المتعصبون إلا فوز فريقهم وغير ذلك يعدونه إهانة يجب الرد عليها بالشغب والتخريب والإساءة.
وأضافت: بما أن الرياضة هي فوز وتعادل وخسارة يجب على الجمهور والمتابعين تقبل الحالات الثلاث، أما الذي لا يتقبل الفوز فهذا مرض وتعصب نفسي يدفع المتعصبين لافتعال الفوضى.
وعدت سلمان أن هناك أسباباً ذاتية مباشرة وغير مباشرة لقيام الجماهير بالشغب فهي تعد الملاعب متنفساً للتعبير عن غضبها من أشياء أخرى في حياتها الاجتماعية أو هناك من يعد الرياضة طريقة لإسعاد الجماهير، والنشاط الرياضي سلوك إنساني يجب احترامه لأن له أهدافاً إيجابية في تمتين العلاقات الاجتماعية في المجتمع الواحد وتعميم الحب والتسامح والارتقاء بالإيجابية.
وشددت سلمان على ضرورة الحد من هذه الظاهرة من خلال وسائل الإعلام ونشر التوعية والثقافة والعدالة في التحكيم وعدم التحيز وتطبيق لوائح الانضباط والعقوبات في حالات الشغب والعنف، والاهتمام بروابط المشجعين والالتراس الكفوء والقدوة الحسنة ولكون الرياضةَ مجرد لعبة، والحكامَ بشر يصيبون ويخطئون والزوار القادمين مع فرقهم هم إخوة، وبالنهاية فإن تقبل الآخر والنتائج هو أسمى أنواع الارتقاء بالإنسانية.
السباعي : التخبط الإداري وسوء النتائج يؤدي لشغب الملاعب
بدوره رأى عضو مجلس إدارة نادي المحافظة أنس السباعي أن ظاهرة التعصب الرياضي زادت على حدها في الآونة الأخيرة ما انعكس من خلال بعض أعمال الشغب والتكسير في ملاعبنا، لافتاً إلى أن أسباب هذه الظاهرة تعود إلى التخبطات الإدارية والفنية وسوء النتائج كما أن المعالجة لا تكون بالشكل الأمثل.
وشدد السباعي على ضرورة الحد من هذه الظاهرة من خلال التوجه للجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي للحد من موضوع التنمر والعبارات غير الأخلاقية.
ولفت السباعي لضرورة وجود اتحاد جديد على مستوى كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى حتى يقوم بخلق الاستقرار الفني والاهتمام بالحكام وتأمين مستلزماته ما قد يحد بشكل كبير من العنف في ملاعب كرة القدم.