أسعار النفط تفرض كلمتها.. ومخاوف من زيادة أعباء تكاليف معيشة ملايين البشر
على وقع تطورات الأزمة الأوكرانية، قفزت أسعار النفط مقتربة من 100 دولار للبرميل، الأمر الذي أدى لأن تقلص الأسواق مكاسبها لتغلق قرب أعلى مستوى منذ 2014 في أعقاب ادعاءات لدول على رأسها أمريكا بأن روسيا “ستغزو” أوكرانيا.
وحسب “وكالات” توقع محللون أنه بعد اتخاذ كل من أمريكا وبريطانيا قرارات فرض عقوبات تستهدف بنوكاً في روسيا, وبوقت أيضاً سارع الاتحاد الأوروبي بوضع المزيد من المسؤولين الروس في قائمة العقوبات, ناهيك عن ما قامت به ألمانيا عبر كبحها مشروع خط أنابيب نورد ستريم 2 للغاز الطبيعي البالغ قيمته 11 مليار دولار, كل تلك الإجراءات قد تفعل فعلها في صعود أسعار النفط, وما سيتركه من حالة غلاء قد تطول كل السلع والمنتجات, ويخلق حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي قد تصل تبعاتها إلى كل دول العالم.
ووفق آخر البيانات الصادرة، فقد سجلت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط أعلى مستوى في سبع سنوات مع وصولها إلى 96 دولاراً للبرميل قبل أن تغلق عند 92.35 دولاراً، بزيادة 1.28 دولار أو 1.4 بالمئة عن مستوى الإغلاق.
وأشار محللون إلى أن الاختلالات السعرية التي طرأت جراء الأحداث وتوقعات الدول وما تخفيه من أطماع هدفها فرض سطوتها وهيمنتها على بلدان ترى باستقرار اقتصادات شعوبها وشعوب العالم أولوية قصوى, أمر لا يروق لدول أمريكا وأوروبا, وتحاول اكتساب نقاط سياسية من خلال البوابة الاقتصادية, لكن مباشرة فقد تأثرت الأسواق والتعاملات التجارية بين الدول على وقع ما تسوق له دول هدفها أصبح واضحاً, وهو ما انعكس بدوره على معنويات الأسواق حيث زادت المخاوف من انقطاع إمدادات الطاقة الروسية إلى الأسواق العالمية من جهة ثانية.
وحسب محللين وما رشح أن تحالف “أوبك +” وهو يستعد لاجتماع وزاري مطلع الشهر المقبل يتعامل بحذر شديد مع تطورات الأزمة الأوكرانية والتهديد بالعقوبات الأمريكية، من باب أن المخاطر الجيوسياسية تفرض سطوتها بقوة على واقع سوق النفط في المرحلة الراهنة, وتالياً يتوقع أن تصل أسعار النفط الخام إلى حدود مستويات عالية تتجاوز الـ100 دولار للبرميل الواحد وربما أكثر خلال الستة أشهر المقبلة, وهذا سيضاعف الميزانيات ويخلق حالة صعبة في تأمين الاحتياجات, وما يجبر الدول والحكومات على إعادة حسابات ميزانياتها من جديد, ما قد يهدد بعرقلة الانتعاش الاقتصادي ويزيد من أعباء تكاليف معيشة ملايين البشر في أرجاء المعمورة.