جهود آثارية سورية- روسية مشتركة تعيد الحياة إلى نبع أفقا التدمري
برعاية السيدة وزيرة الثقافة السورية الدكتورة لبانة مشوّح، وبالتعاون ما بين المديرية العامة للآثار ومحافظة حمص والفيلق الروسي الاستكشافي التطوعي، يتم عند الساعة ١١ من صباح يوم الخميس القادم، “افتتاح مشروع وترميم وصيانة نبع أفقا التدمري” وذلك في مدينة تدمر الأثرية.
انطلقت أعمال المشروع منذ 4 أشهر وكان الهدف منها إعادة إحياء وتأهيل النبع التاريخي المذكور.
وفي تصريح لصحيفة “تشرين”، قال معاون مدير الآثار والمتاحف ومدير التنقيب الدكتور همام سعد:« يُعدّ هذا النبع الذي تعرّض للضرر مثله مثل بقية المباني الأثرية في تدمر على يد الإرهابيين وتم اختياره بداية للأعمال الميدانية في تدمر لما له من أهمية رمزية حيث إن تدمر وواحتها تدينان بوجودهما لهذا النبع».
وأشار سعد إلى أن أعمال الترميم تمّت تحت إشراف فريق مُختص من الجانبين السوري والروسي وتمثّلت برفع الأنقاض وتنظيف حوض النبع، بالإضافة إلى فتح القنوات من أجل إتاحة جريان المياه وإيصالها إلى بساتين الواحة.
وبالإضافة إلى ذلك، شملت الأعمال إزالة الكتل الإسمنتية التي كانت موجودة وإعادة ترميم الجدران المنهارة بطريقة صحيحة وعلمية والعودة بالشكل الذي كان عليه النبع إلى ما كان عليه في وقت سابق، حيث توجد صور قديمة للنبع تبيّن كيف كان قبل إحداث التعديلات الأخيرة، حسبما أكده معاون مدير الآثار والمتاحف.
إلى ذلك، عبّر سعد عن أمله في المستقبل القريب بأن تكون هناك مشاريع أخرى لعودة تدمر كما كانت عليه سابقاً أيقونة المواقع الكلاسيكية ليس فقط على مستوى سورية وإنما على مستوى العالم، مشيراً إلى التخريب الذي تعرضت له مدينة تدمر خلال فترة الحرب على أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة، وبالتالي فهي تحتاج الكثير من العمل من صيانة وترميم لإعادة تأهيل هذا الموقع المهم لأنه يعد ثروة اقتصادية مهمة وأحد أهم الروافع الاقتصادية والتنموية في سورية.
الجدير بالذكر أن ممثل جمعية الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي الروسية “الفيلق التطوعي الاستكشافي” تيمور ميخالوفيتش كارموف، كان قد أكد في تصريح سابق لـ”تشرين”، وجود مشاريع أخرى في المستقبل القريب لأن هناك الكثير من المواقع الأثرية السورية التي تعرضت للتدمير بفعل الإرهاب وبعضها تعرض لأعمال السرقة ويجب العمل بشكل جاد من أجل مشاريع أخرى، وذلك في معرض رده على سؤال الصحيفة حول ما إذا كان تعاون المديرية للآثار والمتاحف مع هذا الفريق التطوعي هو الأول من نوعه، وفيما لو ستكون هناك مشاريع مماثلة لصالح المواقع الأثرية التي تعرضت للتخريب على أيدي الجماعات الإرهابية المسلحة.
ومن المعروف أن “القاعة الدمشقية” في المتحف الوطني بدمشق، كانت قد احتضنت في وقت سابق مؤتمراً صحفياً سورياً- روسياً، وذلك من أجل الحديث عن هذا المشروع الأثري الهام الهادف إلى إعادة تدعيم وتنظيف نبع أفقا الذي تعرض للتخريب خلال السنوات السابقة وتراكم الردميات، و هذا النبع له أهمية استثنائية لكونه كان المصدر الأساس للحياة في مدينة تدمر.
وفي افتتاح المؤتمر كان قد أكد المشاركون فيه على أهمية المشروع الأثري الهام، مشيرين إلى أهمية هذا النبع الاستثنائية في المنطقة لكونه كان المصدر الأساس للحياة في مدينة تدمر، علما أن الفترة الإجمالية لتنفيذ المشروع بلغت 3 شهور، وستكون هناك عودة للحياة إلى تلك البساتين وإلى سكان المدينة الذين ينتظرون ري بساتينهم .