ملتقى «النحالين العرب» في عيون المشاركين فيه
حاورت «تشرين» خبراء النحل على هامش ملتقاهم حول مشكلات وهموم النحل حيث كانت البداية مع المهندس إياد دعبول، رئيس فرع سورية لاتحاد النحالين العرب الذي أشار الى أن الملتقى فرصة لتكوين قناعات جديدة بأن النحل السوري موجود وكذلك العسل السوري ومنتجاته موجودة في الأسواق، وبالتالي نحن جاهزون لعمليات التصدير وهي فرصة أيضاً للنحالين لتسويق منتجاتهم من خلال المعرض المقام على هامش الملتقى الذي يضم 45 جناحاً خلافاً للملتقى السابق الذي ضم فقط 32 جناحاً، الأمر الذي خلق جواً من المنافسة بين المنتجين لمشتقات العسل، إضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب بين النحالين العرب، يتميز المعرض بقيمة مضافة تتمثل بوجود الخريطة النحلية للمراعي الرحيقية بالنسبة للنحالين التي تهم كل نحال، إلى جانب وجود أجهزة لتحليل العسل من جهة التحليل الكيميائي والأثر المتبقي للمبيدات والصادات الحيوية ، و كانت هناك بعض المنتجات الجديدة المصنعة التي تتضمن مواد التجميل والصابون وغيرها.
الدكتورة وفاء أسعد يعقوب، أستاذة النحل بكلية الزراعة- جامعة دمشق، ورئيسة جمعية النحالين السوريين في نقابة المهندسين الزراعيين، أشارت لـ«تشرين» من جهتها إلى أن لقاء النحالين يعد فرصة للنحالين للاجتماع والتحاور مع خبراء النحل سواء على المستوى المحلي أو الخبراء الوافدين من بعض الدول العربية، لافتة إلى ظاهرة انهيار طوائف نحل العسل التي ظهرت مؤخراً في محافظة درعا، ما استدعى التدخل السريع من قبل وزارة الزراعة وتشكيل لجنة علمية فنية للكشف عن المناحل المصابة بالمحافظة وتزويد الوزارة بتقرير علمي يعكس واقع الظاهرة في المحافظة وبيان أسباب هذه الظاهرة وتقديم الاقتراحات والإجراءات الواجب اتخاذها لمكافحتها.
كما يضيف الملتقى، حسب يعقوب، كل ما يهم قطاع النحل على المستوى المحلي من خلال المحاضرات المهمة التي تكشف الأسباب الكامنة وراء ظاهرة انهيار طوائف النحل على المستوى المحلي والعربي، لافتة إلى أنها ظاهرة ليست بالجديدة وهي مسجلة منذ عام 2006 عالمياً بغض النظر عن تطور تربية النحل فيها. وأكدت يعقوب في ختام حديثها ضرورة اتباع النحالين للإدارة السليمة والناجحة لإدارة النحل لمنع تدهور طوائف النحل، لافتة إلى القانون رقم 1 الذي صدر في 15 شباط عام 2022 والذي تضمن ضبط المبيدات والمواد البيطرية المستخدمة في علاج ومكافحة الثروة الحيوانية ومنها النحل، وخاصة أنه يعد إنجازاً مهماً على المستوى المحلي، كما ينظم تداول المبيدات على المستوى المحلي أيضاً للتمييز بين المبيدات النظامية والمهربة وكذلك لإظهار الفرق بين المنتج المحلي المرخص والنظامي، وبين الأدوية غير النظامية .
أما الدكتور هشام الرز، أستاذ النحل والحرير في كلية الزراعة جامعة دمشق، فأشار بدوره لظاهرة تعرض النحل إلى فقد من دون معرفة السبب، وهذه الظاهرة موجودة حتى في الدول الأجنبية، حيث أشار إلى بعض الأسباب المهمة التي أدت إلى تدهور النحل كاستخدام المبيدات العشوائية، إضافة إلى وجود بعض آفات النحل التي نسميها الفاروا أو النوزيما، إضافة إلى كثير من العوامل التي تؤدي إلى ضعف النحل، لافتاً إلى أن استخدام المكافحة الحيوية هو المهرب ويجب عدم استخدام المبيدات في أوقات الإزهار والإقلال منها قدر الإمكان.
ولفت الدكتور بسام نصر، رئيس الجمعية المركزية المتخصصة لجمعية النحل في سورية إلى أن الملتقى ظاهرة علمية تجمع الباحثين والفنيين ومربي النحل على المستويين المحلي والعربي، إضافة لكونه ظاهرة اقتصادية تصل المنتج بالمستهلك، وينتظره المنتجون والمستهلكون على حد سواء، حيث يعرض فيه كل أنواع العسل ومنتجات خلية النحل الطبيعية وآخر ما استجد من تقنيات حديثة ووسائل إنتاج، ولاسيما أننا مقبلون على مرحلة تتطلب إنتاج عسل خالٍ من الملوثات وقابل للتصدير.
من جانبه أشار المهندس نضال الخليل، مربي نحل ل«تشرين» إلى عدم وجود رابط قوي بين مربي النحل والجهات المعنية المتمثلة بوزارة الزراعة، لافتاً على سبيل المثال لا الحصر إلى أن الوزارة تدعم الفلاح لكنها لا تفعل الشيء ذاته مع مربي النحل، فالفلاح يأخذ ٣ ليترات من المحروقات أسبوعياً على كل دونم، بينما لا يتمكن مربي النحل من الحصول على تلك الكمية، علماً أن مربي النحل يدفع أكثر من مليون ونصف المليون ليرة عند نقل خلايا النحل بين المحافظات.
مشيراً إلى أن عدم توفير المحروقات لمربي النحل والتكاليف الباهظة التي يتكبدها مربو النحل أدت إلى اتساع الفجوة بين مربي النحل والجهات المعنية، خاصة مع عدم وجود تجاوب بخصوص تذليل الصعوبات أمام مربي النحل، وبيّن أن غلاء مستلزمات إنتاج النحل واحدة من الصعوبات التي يواجهها مربو النحل، حيث تجاوز سعر خلية النحل الخشبية ٢٥٠ ألف ليرة بعد أن كانت ١٥٠ ألف ليرة العام الماضي، وكذلك تجاوز شراء مصائد غبار الطلع، العكبر، والغذاء الملكي ٦٠ ألف ليرة قياساً بسعرها العام الماضي الذي لم يتجاوز ١٥ ألف ليرة.