كوريا الديمقراطية مصدر قلق وتحدٍ للولايات المتحدة الأمريكية
شكلت كوريا الديمقراطية على الدوام مصدر قلق وتحدٍ للولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً، حيث كانت ولاسيما في عهد رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل ترتقي بمكانتها وسمعتها وتطور قدراتها، وبات ميلاد جونغ إيل من الأعياد الوطنية التي يُحتفى بها في كوريا الديمقراطية.
وبمناسبة الذكرى الثمانين لميلاد جونغ إيل، كتب ميخائيل جيمسكوف رئيس التحرير المسؤول لدار صحيفة «باترويوت» الروسية مقالاً بعنوان «رئاسة الثورة وما قبلها»، أشار فيه إلى القائد الأعلى للشعب الكوري، رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل «1942-2011»، باعتباره سياسياً بارزاً وناشط دولة، قائلاً: الشعب الكوري هو خالق تجديدات الحاضر والمستقبل في جمهورية كوريا الديمقراطية، مشيراً إلى أن جونغ إيل من أبرز الأبطال، حتى القوى المعادية تعترف بذلك، فضلاً عن أصدقاء كوريا الاشتراكية، بأنه ناشط عالمي حقيقي ساهم مساهمة كبيرة في شق طريق التقدم للبشرية في القرن الواحد والعشرين.
وأوضح جيمسكوف أن انتهاج القائد كيم سياسة إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية قوّى قدرات الجيش الشعبي الكوري من حيث التلاحم والانضباطية والقتالية، فضلاً عن مستوى أعتدته الحربية والتقنية الحديثة إلى أبعد الحدود، وصار الجيش الشعبي الكوري كجيش لا أحد يمس به ويقال إنه حتى الخبراء في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية اعترفوا بهذه الحقيقة.
ولفت جيمسكوف أنه في الوقت الذي كانت فيه «شائعة الاشتراكية» رائجة في عالم الغرب انتهازاً لفرصة انهيار الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي السابق والبلدان الأوروبية الشرقية، وجهت كوريا الديمقراطية التي يعاديها الغرب ضربات معاكسة، مشيراً إلى أن جونغ إيل أوضح أن انهيار الاشتراكية لا يعني إخفاقها بل يعني إفلاس الانتهازية التي عملت على تدمير الاشتراكية.
وبيّن الكاتب أن تمسك كوريا بالنهج الاشتراكي وخوضها معركة الدفاع عن الاشتراكية، ردّت عليه الدول المعادية لها بتشديد هجومها العسكري والسياسي لإحداث الشقوق في الوحدة الاجتماعية لهذا البلد لتغير مواقف قيادته مع الزمن، إلا أن الشعب الكوري التف حول قيادته بتراص، وواجهت قيادة كوريا تشدد أمريكا بتشدد مماثل ما وضع العدو في مأزق محرج.
المواجهة التي خاضتها كوريا دفعت الولايات المتحدة إلى تجريب الحرب الافتراضية ولكن نتائجها كانت هزيمة لواشنطن، إذ لفت الكاتب إلى اعتراف الخبراء والسياسيين والعسكريين الأمريكيين بهذه الهزيمة، حيث قال أحد الباحثين رفيعي المستوى في جامعة هارفورد الأمريكية: إن كوريا يقودها رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل المتحلي بالمثل العليا الثابتة للشيوعية، ويوجد فيها مؤمنون به كقوى سياسية تؤثر تأثيراً بالغاً في هذا الكوكب، في حين قال الجنرال ذو خمس النجوم فوربير: إني لا أثق بأن الولايات المتحدة قادرة على إحراز النصر في الحرب الكورية الجديدة ومن الصعب أن نترقب الانتصار في الحرب.