هجوم الشائعات
لا يمضي يوم في هذه الدنيا من دون أن تروَّج فيه شائعة، وتنتشر أكذوبة يضفي عليها صانعوها مزيداً من التلفيقات حتى تحظى برواج أوسع، والشائعة كظاهرة، أمر معروف في كل المجتمعات، ولكن لها حدود حتى في الدول التي لا تتمتع بمستوى كبير في التطور والتحضر، إلّا أن الغريب في البلاد العربية ودول العالم الثالث- هذه الأيام- هو أن ماكينات الشائعات لا تزال منتشرة لا تتوقف، وصارت تشمل المجال السياسي والاقتصادي والإداري والصحفي والديني، كل شيء والأخطر هو أنها تحظى بالتصديق والذيوع.
وغني عن القول إن الشائعة، أي شائعة، تسبب إرباكاً وربما كان هذا أحد أهداف من يطلقونها وتؤدي في أحيان كثيرة إلى خسائر مجتمعية واقتصادية، وقد يتطور الأمر إلى حدِّ الضرر بالمجتمع، لكن المشكلة هي أنه في بعض الأحوال يترك العقلاء ومن يعنيهم الأمر،الشائعات لكي تنمو من دون أن تواجهَ في المهد، ومع السكوت عنها حقائق راسخة، نقول هذا رغم أننا نتفهم خطورة أن يتفرغ كل المسؤولين إلى الرد اليومي على هذه الشائعات إذ قد يكون هذا هو أحد أهدافها أيضاً فيما مضى، وحتى الآن كان يقيناً أن هناك مجموعات خارجة عن المجتمع هي التي تقوم بإنتاج الشائعات فضلاً عن بعض أصحاب المصالح ومحترفي التخريب الذين يقومون بإحلال الفوضى محلّ الاستقرار في البلاد العربية، وتقوم بتأليف الشائعات وزيادتها وتوزيعها، وهنا تكمن مشكلة كبيرة جداً ومؤلمة، وأخيراً إذا كان مطلوباً من بعض المسؤولين أن يواجهوا الشائعات في المهد، وإذا كان على وسائل الإعلام أن تواجه هذا بالمعلومات الدقيقة، فإن على هذه القطاعات العابثة أن تنتبه إلى خطورة ما تفعل وتجد وسيلة أفضل بدلاً من هذه الأفعال المؤذية .