لم يخف على احد دور قوات الاحتلال الأمريكي الذي كان واضحاً بشكل كبير في الاشتباكات التي جرت مؤخراً بين إرهابيي تنظيم داعش وميليشيا قسد في محيط سجن الصناعة في حي غويران جنوب مدينة الحسكة حيث تم افتعال تلك الاشتباكات بين الجانبين بهدف تهريب المئات من إرهابيي التنظيم إلى مناطق أخرى خارج السجن.
قوات الاحتلال الأمريكي بالتعاون مع عملائها من ميليشيا قسد عملت على استغلال حالة الفوضى الناجمة عن الاشتباكات في محيط السجن ونقلت تحت حمايتها وبرعايتها نحو 750 من أفراد تنظيم داعش الارهابي بينهم عدد كبير من المتزعمين في التنظيم ممن
يحملون جنسيات أجنبية، وتمت عملية التهريب بشكل منسق ومرتب وفق ما ذكرت مصادر خاصة.
القوات الأمريكية التي ترعى الإرهابيين وتدافع عنهم وتنقلهم من مكان إلى آخر لتحقيق أهدافها الخبيثة وفق ما أثبتت التقارير الإخبارية طوال السنوات الماضية نقلت هؤلاء الارهابيين على دفعات وبسيارت دفع رباعي وباصات إلى البادية بعد أن أمنت ميليشيا قسد خروجهم من عدة محاور من السجن فيما قامت طائرات استطلاع تابعة لتحالف واشنطن المزعوم بعمليات رصد وتوجيه على طرق فرعية التفافية لتأمين وصول الإرهابيين إلى وجهتهم. المصادر ذاتها بينت أن مهمة ميليشيا قسد المدعومة أمريكياً كانت اختلاق الفوضى
في السجن والمناطق المجاورة له لإبعاد الأنظار عن وجهة السيارات التي كانت تنقل إرهابيي داعش.
لاشك أن عملية إخراج ارهابيي داعش من سجن الصناعة لم تكن لتنجح لولا التنسيق والبرمجة المسبقة بين الأمريكان وميليشيا قسد التي انسحبت من 3 نقاط من محيط السجن لتمرير الإرهابيين فيما
قام أفراد النخبة فيها بحراسة الإرهابيين الخارجين.
من المؤكد أن أهداف الأمريكان من هذه العملية كثيرة ومتعددة وأهمها هو إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي وهو يعد أولوية لهم واستثمار الفلتان الأمني في المنطقة للإيحاء بضرورة البقاء شرق
سورية وهو ما يؤمن لهم الاستمرار في عمليات سرقة ونهب الثروات النفطية السورية في وضح النهار وهي عمليات مستمرة منذ سنوات، حيث تخرج القوات الأمريكية بشكل متكرر عشرات الشاحنات
المحملة بالنفط المسروق كما تدخل عشرات الشاحنات المحملة بالذخيرة والمؤن التي تؤمنها لميليشيا قسد وغيرهم من الإرهابيين.
ومنذ قيام واشنطن في صيف عام 2014 بانشاء ما يسمى/التحالف الدولي/ تحت زعامتها وبحجج محاربة تنظيم داعش كان جلياً أن أهدافها تكمن ليس في محاربة الإرهابيين أو القضاء عليهم وإنما في
السيطرة على منطقة الجزيرة السورية الغنية بالنفط والثروات الأخرى وقتل المدنيين وتدمير الجسور والبنى التحتية وهو ما رايناه في الغارات الجوية التي نفذتها خلال السنوات الماضية في إطار مخططاتها المعادية للشعب السوري.