” مكافحة المخدرات” في اللاذقية لـ«تشرين»: توقيف نحو 500 شخص من المروّجين والمتعاطين
أكد رئيس فرع مكافحة المخدرات في اللاذقية العميد باسم زيتون لـ«تشرين» أن سورية قبل الحرب وحسب الإحصائيات التي كانت موجودة ونتيجة السيطرة الكاملة للدولة على كامل الأراضي السورية كانت من الدول الرائدة في مكافحة المخدرات ونسبة التعاطي كانت في الحدود الدنيا، وكان عدد الأشخاص المتعاطين لا يتجاوز المئات، أي إن سورية كانت بلداً نظيفاً من المخدرات في مرحلة ما قبل الحرب.
ولكن اختلف الأمر مع قيام المجموعات الإرهابية بالاتجار في المواد المخدرة وزراعتها في المناطق التي يسيطرون عليها ، أوضح العميد زيتون أنّه لا يمكن إجراء تقييم دقيق أو إحصائية عن حالات الزراعة أو التصنيع، والسبب يعود إلى ظروف الحرب وسيطرة المسلحين على قسم من الأراضي حتى الوقت الراهن.
وكانت «تشرين» قد حملت حزمة من الأسئلة والاستفسارات وطرحتها على رئيس فرع مكافحة المخدرات في اللاذقية، وفي البداية سألناه:
• هل ما زالت سورية بلد عبور للمخدرات، أم تطور بها الوضع وصارت موطناً لها، وكيف، وما المعيار لمثل هذا التوصيف؟
قال: قبل الحرب كانت سورية بلد عبور نتيجة موقعها الجغرافي بين بيئة إنتاج المخدرات (الدول المنتجة للمخدرات) (والدول المستهلكة لها) ولكن معايير التوصيف حالياً فيها صعوبة نتيجة سيطرة المجموعات المسلحة وقيامها بزراعتها والاتجار بها.
وأوضح العميد زيتون أن هناك عدة أسباب ساهمت في قضايا المخدرات، الحرب من أخطر الأسباب وأهمها لتفشي ظاهرة المخدرات وما فرضته من ظروف جعلت المكافحة لهذه الظاهرة شديدة الصعوبة «نوعاً ما»، إضافة لذلك عدم وجود التوعية بمخاطر المخدرات وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع.
• الحرب الجائرة التي تُشن على سورية وكذلك الحصار الظالم، هل لهما دور في زيادة حالات تجارة أو تعاطي المخدرات، ولماذا؟
إن ظروف الحرب كان لها الدور السلبي في انتشارها نتيجة سيطرة المجموعات المسلحة على بعض المناطق .
وحول كيفية قراءة ذلك من خلال الحالات التي تكتشفونها وتضبطونها على أرض الواقع، قال العميد زيتون: إن التفكك الأسري يسهم في زيادة انتشار المخدرات، كما أن رفاق السوء لهم تأثير كبير جداً من خلال جرهم الآخرين إلى بيئة المخدرات، أيضاً هناك فراغ يعيشه بعض الشباب بسبب الظروف الراهنة، وكذلك المستوى الثقافي للبعض، وضعف الرادع الديني والأخلاقي.
كشف العميد زيتون أن الفرع خلال العام الماضي تمكّن من توقيف نحو / ٥٠٠ / شخص من مروّجي ومتعاطي المخدرات، إضافة إلى مصادرة كميات كبيرة من الحشيش والحبوب والهيرويين.
وفيما يتعلق بمكافحة المخدرات يعمل الفرع على ضبط مروّجي ومتعاطي المخدرات من خلال متابعة نشاطهم وجمع المعلومات من عدة مصادر، حيث يتم ضبطهم بالجرم المشهود أثناء، قيامهم بعملية الترويج أو التعاطي، ويقوم الفرع بمتابعة نشاط أرباب السوابق وجمع المعلومات عنهم ومدى اندماجهم في المجتمع أو عودتهم إلى ممارسة نشاطهم السابق لأنه لدينا قاعدة بيانات كاملة عنهم وعن سلوكهم، كما أن الفرع لديه نشاط في مجال التوعية بمخاطر المخدرات وأضرارها على الفرد والمجتمع من خلال الندوات واللقاءات والحوارات التي يجريها بالتعاون مع الجهات الأخرى المعنية كوزارات التعليم العالي والصحة والتربية وبعض الجمعيات الأهلية كـ(جمعية تعافي) وهي مختصة بالتوعية ومعالجة الإدمان
• لوحظت في الفترة الأخيرة كثرة ضبط كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون.. هل هي تجارة وتهريب حصراً، أم صار هناك من يصنعها في سورية؟
أوضح قائلاً: إن وجود العصابات المسلحة على بعض المنافذ الحدودية والجغرافية السورية سهّل من عملية إدخال مواد المخدرات بما في ذلك حبوب الكبتاغون، مع الإشارة إلى وجود أشخاص من ضعاف النفوس استغلوا الظروف الأمنية ويقومون بترويج المواد المخدرة بهدف الربح المادي .
• يقال إن تعاطي المخدرات ينتشر بشكل واسع بين الشباب.. هل لاحظتم هذا الأمر فعلاً، وهل هناك متابعة من قبلكم بهذا الاتجاه؟
أكد العميد زيتون أن الفئة المستهدفة دائماً في ترويج المخدرات هي فئة الشباب والمراهقين والغاية من استهدافها بالمفهوم الاستعماري هو خلق مجتمعات فاشلة وضعيفة ليسهل السيطرة عليها وخلق بيئة ملائمة لترويج المخدرات.
• بماذا تنصحون الشباب، والناس بشكل عام حول هذه القضية؟
أهم النصائح – يرى العميد باسم زيتون – تبدأ من الأسرة حيث يجب على الوالدين توعية أبنائهما بمخاطر المخدرات ومتابعتهم ومعرفة سلوك رفاقهم وفي حال تورط أي من الأبناء في المخدرات على الوالدين إخبار الجهات المختصة سواء فيما يتعلق بمعالجتهم من الإدمان أم من خلال الجانب القانوني المتعلق بمتابعة هذه الظاهرة، ثم يأتي دور التوعية في المدرسة وصولاً إلى مرحلة التعليم الجامعي، ونرى أنه من اللازم طبع بروشورات وتخصيص حصص دراسية وورشات عمل تبين مخاطر المخدرات وآثارها السلبية على صحة الأفراد وسلوكهم والنهاية المحتومة لكل متعاطي أو مروّج لهذه المادة .
• ما الآثار النفسية والجسدية التي تترتب على من يتعاطى المخدرات؟
بالنسبة لأضرار التعاطي بالمخدرات هناك أضرار جسدية ونفسية، فالأضرار الجسدية تتمثل في أعراض تظهر على هؤلاء الأشخاص كأمراض في الجهاز التنفسي والهضمي والعصبي، إضافة إلى الأعراض النفسية المتعلقة بالاكتئاب والهوس والوسواس القهري، وغالبا ما يكون تعاطي المخدرات دافعاً لارتكاب جرائم أخرى وقد يؤدي في نهاية المطاف إلى انتحار صاحبها، وغير ذلك من السلوكيات السلبية التي تجعل من المتعاطي منفصلاً عن مجتمعه وبيئته.
• هل هناك إجراءات احترازية تقومون بها لمنع الخطر، أم إنكم تكتفون بضبط الحالات على أرض الواقع؟
بيّن العميد زيتون أن الإجراءات الاحترازية أهمها نشر التوعية بالتعاون مع الجهات المعنية لمنع انتشار ظاهرة المخدرات أو التقليل من انتشارها، وإذا لم تؤدِّ التوعية الدور الرئيسي فان الإجراء التالي هو تطبيق القانون على هؤلاء الأشخاص وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص لينالوا جزاءهم العادل .
• لكن ما أهمية التوعية في هذا المجال، ولماذا لا نشهد حملات لها وندوات وورشات عمل؟
يرى العميد زيتون أن أهمية التوعية كما ذكرناها هي مرحلة ما قبل التورط في بيئة المخدرات، حيث يحصل تعاون بين الجهات المختصة وذوي المتعاطين لمنع انجرار الأفراد إلى تلك البيئة، وفي الواقع هناك ندوات وورشات عمل مستمرة بهذا الشأن.
وعن العقوبات القانونية أوضح العميد أنه بالنسبة للعقوبات هناك قانون خاص لمكافحة المخدرات القانون رقم ٢ لعام ١٩٩٣ وقد تشدد المشرع في معاقبة المروجين الذين يقومون بتصنيع أو زراعة أو الاتجار بالمخدرات وتهريبها، حيث وصلت عقوبتهم إلى الإعدام، إضافة إلى عقوبات مشددة تصل إلى السجن المؤبد وغرامات مالية كبيرة، وتلعب سورية دوراً رائداً في المكافحة الدولية لجرائم المخدرات من خلال مشاركتها في كل المؤتمرات والندوات الدولية ذات الشأن في هذا المجال.
وفي الختام شدد العميد باسم زيتون على ضرورة نشر التوعية وعلى دور الأسرة والمدرسة والجامعات، مؤكداً التعاون والتواصل من قبل الأهل مع الجهات المختصة في حال ملاحظة وجود علامات أو إشارات على احتمال تورط أي من أبنائهم في مجال المخدرات، فالوقاية لها دور مهم قبل الوصول إلى العقاب.