ضعف أداء خدمات المنشآت السياحيّة بدرعا.. ومديرية السياحة: تنقصنا كوادر كفؤة
يكاد مرتادو المنشآت السياحيّة في درعا ينفرون من قضاء أوقاتهم ضمن بعض المنتجعات، والأماكن الترفيهيّة التي تعتبر واجهةً للمحافظة، لما يتفاجؤون به من حجم الاستهتار الواضح في أداء وتقديم خدمات الإطعام والترفيه بداخلها؛ وكأنّهم يقرضون الزبون من أجورهم حتى يلبي رغبته في الحصول على أوقات ممتعة برفقة العائلة؛ وفي حديث مع مدير السياحة في درعا ياسر السعدي لتبيان سبب تراجع أداء بعض المطاعم والمنشآت في درعا، ذكر مستطرداً في الحديث: إنّ قلّة وجود موظّفين مؤهلين كان بسبب هجرة البعض إلى خارج القطر ، أو تفضيل العمل في مكان أكثر استقراراً، أو استعانة مالكي المنشآت بعمّال غير أكاديميين سياحيّاً بسبب قلّة إنتاج كوادر كفوءة وخاصّة بأن المعهد الفندقي في درعا ينتظر التأهيل؛الذي وعد وزير السياحة خلال زيارته للمحافظة بعودته للإقلاع في القريب العاجل جداً ؛وفي الانتقال للحديث عن الشكاوى العديدة التي وردت فيما يخص نوعية الطعام والاهتمام بطرق تقديمه بطريقة تليق بذوق الزبائن، ذكر السعدي أنّ قلة الخبرة هي الأساس في تلك الثغرات، وبأن أي شكوى صادرة من الزبون إلى مديرية السياحة يتم الأخذ بها ومحاسبة المنشأة السياحيّة بعقوبة تصل للإغلاق والغرامات الماليّة، واستدرك قائلاً: إن هناك جدولاً تأشيرياً للأسعار صدر حديثاً عن وزارة السياحة سيتمّ تعميمه أيضاً على كافة المنشآت، لمنع استغلال المواطنين وسيعقِبُه جولات من عناصر الرقابة السياحيّة لمنع التلاعب.
وحين السؤال بما يخصّ واقع الاستثمار السياحي في المحافظة أوضح السعدي بأنّ طلبات الترخيص لمنشآت سياحيّة في درعا لايتوقّف، وبأن قرار التصنيف الزراعي يقف عائقاً أمام المستثمرين وبأنّه يجري التنسيق مابين وزارتي السياحة والزراعة لتدارك هذه المعضلة.
وفي ختام الحديث بالأمل الواعد الذي يبعثه تميّز درعا بالمواقع السياحيّة والأثريّة المهمّة ذكر السعدي أنّ المديرية تترك مجالاً واسعاً من عملها لتنشيط الترويج السياحي سواء من خلال القيام بفعاليات على مستوى المحافظة، مثل إضاءة شجرة الميلاد العام الماضي بحضور مختلف الفعاليات، ويوم البيئة الوطني الذي يكون فيه جناح السياحة عبارة عن خليط ومزيج مهم، يبدأ من التعريف بأعمال المرأة الريفيّة وصور ومجسّمات المواقع السياحيّة والأكلات الشعبيّة، التراثيّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ بدء تعافي المحافظة تدريجياً من الحرب سيسهم وبشكل فعلي بتنشيط الواقع السياحي وجذب المستثمرين الجدد وبأن المحافظة شهدت العديد من الرحلات السياحيّة الداخليّة سواء منذ بدء تحرير المحافظة، حيث تمّت الموافقة على تسع وعشرين رحلة سياحيّة داخليّة إلى الساحل وريف دمشق العام الماضي، أو في الفترة الحاليّة التي يتم الموافقة بالتعاون مع المكاتب السياحيّة على رحلات ترفيهيّة تجوب المحافظات السوريّة.