دار الأيتام في جمعية الإسعاف الخيري.. رعاية كاملة تربوياً وصحياً وتعليمياً
كانت المصادفة التي جمعت د. غنى نجاتي الاختصاصية في الصحة النفسية مع صديقتها الآنسة راما في محيط فندق الشام، مدخلاً لإحياء عدة فعاليات في دار الأيتام ضمن جمعية الإسعاف الخيري مقابل حديقة مجلس الشعب، والتي يتجاوز عمرها الزمني 100 عام ، وفقاً لمديرها التنفيذي نزار الجلاد في حديثه لـ تشرين»: تعد الجمعية من أقدم الجمعيات في سورية، ويعود تأسيسها لعام 1907 وغايتها السعي لتعليم الطفل اليتيم، وإخراجه من حالة اليأس والضعف، ونتكفل بإقامته وملبسه وطبابته، ولدينا أطباء مقيمون، وإشراف ليلي نهاري.
يتم قبول يتيم الأب أو الأم أو كليهما، وتضم المدرسة 6 شعب صفية و6 مدرسات ومرشدة نفسية وأمينة سر، ونطبق المنهاج الدرسي المعمول به من قبل وزارة التربية.
بينما تقوم السيدة ولاء جباصيني كما أشارت لنا بتسجيل البيانات الخاصة بكل يتيم، بعد إدخالها إلى البرنامج التنسيقي مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والتربية، إضافة للبيانات الخاصة بالإرشاد النفسي والاجتماعي، فيصبح لكل طفل البيانات الكاملة الخاصة به، وتقوم المرشدة بالإطلاع على جميع الحالات لمعرفة وضعها الاجتماعي بغية معالجة الحالات المختلفة وتتبعها على مدار العام.
يوجد حالياً في المدرسة 104 طلاب موزعين على ستة صفوف من الأول إلى السادس، وتطبق على الطالب جميع الشروط المعمول بها من قبل وزارة التربية على صعيد التعليم للحلقة الأولى، وهناك حسم خاص نسبته 10 في المئة لأبناء الشهداء.
وتحدثت الآنسة راما جحا مرشدة الصف الرابع عن عملها في الحرص على جعل الطفل واحداً من أفراد الأسرة، وكأنه يعيش بين أهله وأسرته، مؤكدة أنها تتعامل معهم كأنهم أبناء لها.
بدوره رئيس مجلس الإدارة د. طارق الشلاح بيّن الأهداف الأساسية للجمعية المتمثلة في تربية الأفراد الأيتام من الذكور، وكيف كانت الجمعية ميتماً للمنامة عند التأسيس، وتطور العمل فيها لمساعدتهم في التعلم بالمرحلة الابتدائية، نظراً للصعوبات التي كانت تواجههم في التأقلم مع المدارس، حين ينتقلون من الميتم إلى المدرسة، والمتفوقون منهم يذهبون لميتم آخر(سيد قريش) للمرحلتين الإعدادية والثانوية، وهكذا إلى أن يصلوا للدراسة الجامعية.
وأضاف عضو مجلس الإدارة غسان القدسي: لا نأخذ شيئاً من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وكل مواردنا ذاتية، والجمعية قامت بالبناء على الأرض التي تبرع بها سليم الشلاح، ونقيم العديد من الفعاليات على مدار العام لمساعدة الأطفال اليتامى.
ومن باب حرصها على التفاعل مع دار الأيتام، ومن خلال تخصصها قامت د. غنى نجاتي الاختصاصية في الصحة النفسية، بالتعاون مع عدد من الفعاليات بتنفيذ مجموعة من المبادرات لمصلحة الأطفال اليتامى في الدار وعنها تقول: بدأنا بفعالية (أنا قوي) تضمنت رحلة ترفيهية لحديقة الحيوانات، ثم جلسة لمهارات الدفاع عن النفس، تحدثنا فيها عن أن القوة هي بالتسامح وليس التنمر، ولكن مهارة الدفاع عن النفس ضرورية لحماية الأرض والدفاع عن الحقوق، ثم قمنا بجلسة للحديث عن أساسيات الإسعافات الأولية، وبعدها مسرحية ترفيهية للأطفال، وتوزيع هدايا لطيفة ورسم على وجوههم البريئة، كما قمنا بعد مشاهدتنا الجدران الرمادية الباهتة للمدرسة، بإعادة طلائها ورسمها باللون الأبيض أولاً، ثم رسم رسومات هادفة ومحببة للأطفال، بداخل المهاجع والباحة والمطعم والجامع والمشارب، والدرج الخاص بالدار بمساعدة الأصدقاء المقربين والجيران وطلبة الجامعات.
وعبرت الطفلة لوليا محمد عن سعادتها لمشاركتها في أعمال الزينة والرسم إلى جانب الآنسة راما من خلال رسمها العديد من الشخصيات الكرتونية المعروفة والحيوانات الأليفة.
ت: عبد الرحمن صقر