دمشق.. في أعياد الميلاد ورأس السنة
دمشق أيقونة التاريخ العربي المجيد وعاصمة العواصم العربية تلبس اليوم حلّة النصر الزاهية في عيد الميلاد المجيد، وهي تفتح قلبها المفعم بالحب والحنان لكل أهلها وأبناء عمها في فيافي الوطن الأكبر، لتعلن عن فجر عربي جديد يضمّد الجراح النازفة عبر عشر سنوات من التصدي لطواغيت العصر.
دمشق… لأنك مثل المنام لا تتكررين مرتين، أشتاقك كثيراً، وتظل رائحتك مقيمة في أنفاسي، لا الوقت يمحوها ولا الماء ولا حتى النوم، كأنك من خلاصة الريح، أو من زبدة التكوين.. كأنك نعمة الخالق في خلقه، وأثر الأيام في الأرض، أو كأنك أتيت على متن نيزك سقط بغتة في نواحي عمري.
آه يا دمشق ونحن نحتفل معك في عيد الميلاد المجيد نرى أهلك يلبسون أثواب العز والفخار الزاهية وهم عازمون على بناء وطن يرفل بالمحبة والسعادة رغم ما خلّفه الأشرار من خراب ودمار، لكن إرادة المواطن السوري كانت الأقوى والأكثر صموداً في صنع النصر الآتي بعون الله.
يا دمشق.. عندما تضحكين تصير الفيافي بساتين والقمر قبعة، وأصبحُ أنا الساحر الذي يُطيّر من ضحكتك عصافير وطيوراً وشرائط ملونة، فحين تضحكين أصير أنا صانع الدهشة والمطر، هي ضحكة ربما مجرد ابتسامة لاحت منك ولا تزال عالقة في وجهي أفكر أنني لمحتها في مكان ما.
حين ضحكت يا دمشق راودني شعور أنني في وطني وبين أهلي وأصدقائي، وشعرت أنها ضحكة وطن يصير أحياناً ابتسامة، إنها ابتسامة لها طعم اللوز والسكر، إنها تمنح الوقت رونقاً وألقاً، هذه الابتسامة تظل كل السنوات قادرة على إشاعة الفرح والتفاؤل والسلام، وفي أوقات الشدّة ولحظات الضيق، وحين يمسي الصدر بلاطة، والقلب مجرد مضخّة صدئة أستعيد تلك الابتسامة الماسية فأتحول إلى (بابا نويل) أجول في عربتي السحرية أجواء دمشق في ليلة ناصعة البياض، أرش الأرض ثلجاً ومحبة، وأبشر بالحبّ والقبلات، أذكر أنك يا دمشق أجمل من ليلة الميلاد، هذه الليلة بذكرياتها الدمشقية ستكون تعويذة في باب ذاكرتي أعود إليها كلما كثر الحنين إلى دمشق، خاصة في عيد الميلاد.