مبادرة لتوزيع 12 طن حطب على الأسر المتعففة في القلمون
موجات البرد تداهم معظم المحافظات السورية تزامناً مع ارتفاع لافت بأسعار المحروقات في السوق السوداء والتأخر في وصول رسائل محروقات التدفئة، الأمر الذي أعاد إحياء ظاهرة قديمة جديدة، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة العودة إلى مدافئ الحطب، في ظل لجوء العديد من المواطنين إليها هرباً من الفاتورة العالية للمحروقات وغياب المدافئ الكهربائية.
تجار الحطب وجدوا مناخاً ملائماً لانتعاش تجارتهم التي تظهر في بداية الموسم وسرعان ما تختفي مع رحيله، خاصة في المحافظات التي تتوفر فيها الثروة الحراجية بعد أن عزز البرد الطلب على شراء الحطب خلال الأيام الماضية، حيث ارتفعت أسعاره لدى التجار الذين ازداد عددهم كثيراً هذه الأيام، حسب سكان بعض المناطق ومنها منطقة القلمون شديدة البرودة خلال فصل الشتاء.
ومن أجل رفع الغبن عن العائلات الفقيرة يستمر المجتمع الأهلي في منطقة القلمون في مد يد العون للأسر المتعففة من خلال مبادرات إنسانية وخيرية عديدة منها توزيع الحطب للتدفئة، ومن هذه المبادرات مبادرة «من خير الله وخيركم» في مدينة دير عطية التي تقف اليوم إلى جانب العائلات المتعففة في مواجهة برد الشتاء فتمنح تلك العائلات بعض الدفء من خلال تقديم أكياس من الحطب.
يقول منسق المبادرة إبراهيم عاصي: الجو البارد الذي تعيشه العائلات المتعففة في منطقة القلمون يفرض نفسه، فالأجواء باردة جداً والتقرب من مواقد الحطب من المحببات، وتابع يقول: منذ بداية الشهر العاشر بدأ فريق المبادرة بالاستعداد للعمل بعد التواصل مع أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء، واستطاع فريق المبادرة تجميع 12 طناً من حطب التدفئة ووزعت على 440 كيساً كل كيس يحوي 25 كيلوغراماً حطباً، وقد تم إيصالها للأسر المتعففة من دون ذكر أي من أسماء الأسر.
وقال عاصي: إن المبادرة اتخذت قراراً بعدم إعلان اسم المتبرع ولا اسم الحاصل على معونة الحطب حفاظاً على العلاقة السامية في الأخذ والعطاء.
وأضاف: نتيجة الضغط الذي تتكبده المبادرة ونتيجة ظروف البلد ومنطقة القلمون معروفة بقساوة فصل شتائها وجميع المواطنين يمرون بظروف صعبة إن كان من ناحية المازوت أو الكهرباء التي تعد من أهم وسائل التدفئة، لذلك وجد فريق المبادرة أن موضوع الحطب يكون مناسباً للكثير من الأسر، وبالتالي حاول بالتعاون والتنسيق مع المخلصين والطيبين من أهل الخير تأمين ما استطاع إليه سبيلاً، مشيراً إلى أن المبادرة هذه ليست الوحيدة في هذا المجال، فهناك جمعيات وهيئات وجهات أخرى تقوم بأعمال مشابهة وما نحن إلا ضمن فريق ومجموعة أكبر ضمن منظومة أكبر تحاول التغلب على هذه المصاعب.
وعن آلية العمل قال منسق المبادرة: هناك تجار حطب يقومون بالإعلان عن الحطب ويتم التواصل معهم وشراؤه بالتنسيق مع بعض المتطوعين، حيث يقوم فريق المبادرة بتقسيم العمل على تقطيع ما يلزم من الحطب لقطع صغيرة، لتكون هناك سهولة في النقل وتم تأمين فريق متطوع لهذه الغاية، وتوقع عاصي أن يتم توزيع ما بين 25- 30 طناً من الحطب للأسر المتعففة.