أطعمة تجعلنا أكثر عدوانية عندما يجوع الدماغ
يعتبر جسمنا بعيداً كل البعد عن الجوع عند حصوله على السعرات الحرارية، لكن دماغنا لا يحصل دائماً على التغذية التي يحتاجها، وعندما يحدث ذلك لنا جميعاً يخرج الوحش من داخلنا.
قدم باحثو التغذية وخبراء السلوك تفسيراً للمزاج المتطرف في العقلية الاجتماعية -جوع الدماغ- وهي ظاهرة تصف التأثير على الوظيفة المعرفية والتنظيم العاطفي للكثيرين في العالم الحديث، لكن معظم الناس في الغرب لا يعانون من نقص غذائي في المغذيات الكبيرة الضرورية للبقاء على قيد الحياة: البروتينات والدهون والكربوهيدرات، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمغذيات الدقيقة كالفيتامينات والمعادن، لا يحصل الجميع على كل ما يحتاجون إليه خاصة إذا كان نظامهم الغذائي يتكون من الكثير من المواد الغذائية المصنعة والصناعية مثل المشروبات الغازية والوجبات الخفيفة والحبوب المحلاة وأيضاً لشرائح اللحم وقطع الدجاج المجمدة عادة ما تحتوي هذه الأطعمة على كميات ضئيلة من الفيتامينات والمعادن.
وقد أسفرت الدراسات الاستقصائية والدراسات التغذوية التي أجريت على مر السنين في غير بلد أوروبي عن نتائج مقلقة فيما يتعلق بالتركيب الغذائي لعامة السكان، حيث يأتي ما بين 50-70% من متوسط السعرات الحرارية المتناولة في جميع الأعمار من الأطعمة المصنعة.
إلى ذلك، يقول البروفيسور بوني كابلان في كلية الطب بجامعة كالغاري، والبروفيسورة جوليا راكليدج أستاذة علم النفس في جامعة كانتربري على موقع « The Conversation»: يدرك معظمنا جيداً الصلة بين جودة نظامنا الغذائي وتأثيره على الصحة العامة تؤثر التغذية بشكل مباشر على عدد من الحالات المزمنة مثل مرض السكري والسمنة وصحة القلب والأوعية الدموية ومع ذلك، فإن ما يعرفه الناس بشكل أقل هو آثار نظامنا الغذائي على صحة الدماغ.
وجدت العديد من الدراسات المستقلة أنه عندما تلقى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المشخص إرشادات وتثقيفاً غذائياً ساعدهم على اتباع نظام غذائي صحي من الحبوب الكاملة والألياف والفيتامينات والمعادن كان هناك تحسن كبير في حالتهم، ويحتاج التمثيل الغذائي المعقد للدماغ إلى ما لا يقل عن 30 عنصراً من المغذيات الدقيقة المختلفة لدعم الأداء السليم، والذي يتضمن إنتاج الناقلات العصبية الأساسية مثل السيروتونين والدوبامين بالإضافة إلى تفكيك وإزالة المنتجات الثانوية لعملية التمثيل الغذائي هذه.
ووجدت دراسات أن العلاجات التي تشمل تناول فيتامينات متعددة تمكنت من تحسين تنظيم الحالة المزاجية وتقليل التهيج ونوبات الغضب، وأيضاً الأطفال الذين يعانون من اضطرابات الاتصال والتركيز وفرط الحركة واضطرابات المزاج، فالعلاج الغذائي الكامل يؤدي لتحسين حالتهم.
وخلص الخبراء إلى أن التغذية الجيدة تعمل على تحسين المرونة العامة للسكان في مواجهة الظروف المجهدة في حين أن جوع الدماغ قد يكون سبباً كامناً للانفجارات العاطفية والعدوانية وقد يكون أيضاً مسؤولاً إلى حد ما عن فقدان ثقافة الحوار.
«وكالات»