350 ألفاً وحتى مليوني ليرة سعر شجرة الميلاد في حمص.. انخفاض المبيعات من 70 إلى عدة شجرات أسبوعياً
رغم وقف الاستيراد، لا تزال قلة من المحلات تبيع أشجار الزينة، وبأسعار تتراوح بين ٣٥٠ ألفاً حتى المليوني ليرة، وذلك حسب ارتفاعها ونوعيتها وبلد المنشأ ، فأقلها سعراً (٣٥٠ ألفاً ) وهي صينية الصنع، لا يزيد طولها عن متر.
أما الشجرة من المنشأ التايلندي فسعرها بين مليون إلى مليوني ل. س وأيضاً حسب طولها ( متران وأكثر ) والنوعية ( الكشمير الصناعي).
يقول صاحب محل في حمص: لا يتجاوز بيع الأشجار أسبوعياً عدد أصابع اليد الواحدة في حين كان يزيد على ٧٠ شجرة في زمن ما قبل الأحداث، وتعتمد إنارتها في ظل انقطاع دائم للكهرباء على البطاريات الضخمة سعة ٢٠٠ أمبير وعلى روافع الجهد ، سواء داخل المنازل أم خارجها، علماً أنها تكاد تصبح عديمة الفعالية والجدوى وفارغة من الشحن في ظل كهرباء غائبة، مضيفاً : كانت الاستعدادات والتزيينات تبدأ قبل شهر من عيد الميلاد ، لكنها حالياً تبدأ قبل أيام فقط ، ولعل السبب الرئيس هو غياب الكهرباء التي لا نراها أكثر من ساعتين متقطعتين في أحياء حمص القديمة. وهكذا صارت الزينة الخارجية نادرة جداً ومتباعدة ومتناثرة إما في زاوية من شارع أو على واجهات بعض المقاهي أو على عدد محدود جداً من المحلات، أو على شرفة أحد الميسورين أو في فنادق بعينها، وكذلك في الباحات الداخلية للكنائس.
مدير الإنارة في مجلس مدينة حمص م. محمد البرناوي قال ل”تشرين”: إن الفعاليات الأهلية تقوم بتجهيز ونصب أشجار الميلاد في عدة أحياء من المدينة ويساعدهم مجلس المدينة بآلياته وعماله في ذلك ، أما إنارتها فتعتمد على الشبكة العامة أو على إمكانيات تلك الفعاليات الأهلية من مولدات وبطاريات وغيرها ، مع الأخذ بعين الاعتبار غلاء أسعارها وكثرة أعطالها وتكاليف صيانتها المرتفعة.
واقع الحال
وفي الحديث عن التحضيرات للاحتفال بأعياد الميلاد يقول الكثير ممن استطلعت “تشرين” آراءهم: إن الوضع كمثل حال السنوات العشر السابقة ..لا تزال تعصف بأجواء ” الميلاد” متواليات ومنظومات متكاملة من الفقر، وارتفاع الأسعار، والغياب شبه الكامل للكهرباء وما إلى ذلك من تداعيات معيشية متزامنة (منذ عامين ) مع كورونا بمتحوراتها ومخاوفها، و تضيف إحدى السيدات: بالمجمل أنتج العقد المنصرم واقعاً لا تنفع معه المساحيق وبعيداً كلياً عن احتفالات الميلاد وفرحه ، بل حتى الصلوات والقداديس تأثرت بما فرضته كورونا أو “كوفيد ١٩” ، واكتفت بعدد مصلين قليل أكثرهم قد تجاوز منتصف العمر .
أما الاحتفالات فلم نعد نراها إلا ما ندر .. بموسيقاها وقرع طبولها التي يطغى عليها هدير أصوات المولدات لبعض الميسورين، فالسوريون لا يزالون غارقين منذ عقد وحتى الآن بأزماتهم المعيشية من كهرباء ومياه وغاز ومازوت وبنزين ، وبضرب الأخماس بالأسداس للتكيف مع الغلاء دونما جدوى
وتضيف أخرى : “إنها لا تأبه للزينة ولا قدرة لديها لشرائها ، وغياب المظاهر الاحتفالية يعكس الواقع الاقتصادي السيئ الذي ربما يعيد الناس إلى الروح الحقيقية للميلاد بعيداً عن البذخ والإفراط في عادات استهلاكية لا تمت له بصلة”.
يحاول الآباء والأمهات ( في الحد الأدنى ) عدم حرمان أولادهم من وهج وفرح العيد سواء بالاقتصار على أشجار صغيرة وقديمة وربما متوارثة ، أو بزينة يدوية متواضعة أو بهدايا “سانتا كلوز “التي لا تقل تواضعاً.. انطفاء الكهرباء واشتعال الأسعار فرضا زينة شاحبة فغابت زينة الميلاد تقريباً عن أحياء بعينها في حمص ، كانت قبل عقد من الزمن محطاً للأنظار لكثرة وكثافة التزيينات من مختلف الأشكال والأحجام والألوان.
واكتفى عدد قليل جداً من المحلات بعرض هذه اللوازم أو السلع، وغابت الأسواق الشعبية ببضائعها الأرخص عن المنافسة في هذا الموسم الميلادي ، وعلى حد قول أحد الباعة الشعبيين : لا يوجد من يشتري ، فالطعام أهم من الزينة ، إضافة إلى وقف الاستيراد من تلك السلع ذات المنشأ الصيني والتايلاندي، وغياب السلعة المحلية.
وفي جولة على العدد القليل من المحلات التي تبيعها ، تراوح سعر شريط أو سيار الإنارة بين ١٥ ألفاً حتى ٥٠ ألف ل. س وذلك حسب مواصفاته، في حين وصل سعر التزيينات الكهربائية الأخرى من مجسمات مختلفة بين ٧٥ إلى ٣٠٠ ألف ل. س ، ولم يقل ثمن أصغر قطعة من الكرات الملونة عن ألفي ل س . وتراوح سعر أربع كرات ملونة بين ٨ آلاف إلى ١٠ آلاف ل. س وذلك حسب النوعية والمصدر ، وكذلك الأمر بالنسبة لأسعار الأجراس.