أسطورة الغناء صباح فخري باقٍ بفنه ومكانته
لم ترض مدينة حلب أن تمر ذكرى مرور أربعين ابنها البار المطرب الكبير صباح فخري من دون أن تقيم له حفل تأبين في نقابة الفنانين حضره عشاق فنه بالمقام الأول وأصدقائه وعائلته بطبيعة الحال ونخبة من كبار الشخصيات الرسمية وخاصة المسؤولين في محافظة حلب وحزب البعث العربي الاشتراكي فرع حلب، الذي رعى حفل التأبين تخليداً لروحه وتقديراً لفنه الأصيل، الذي أصبح من التراث السوري والعربي والعالمي والإنساني.
وهو ما أكدته جميع الكلمات التي ألقيت خلال حفل التأبين لتكون الأكثر أثراً وتأثيراً كلمة عائلته التي القاها نجله طريف “أبو القوس” وهي “كنية” صباح فخري الأساسية، لكن صباح فخري البارودي منحه اسمه محبة ودعماً له في بداية مشواره، حيث قال نجله أبو القوس: اليوم نجتمع في ذكرى أربعين الغائب الحاضر، الذي أن مات جسداً سيبقى حاضراً بسبب فنه الأصيل، ودوره المشرف في إحياء التراث العربي السوري الحلبي الأصيل، مضيفاً: حلب التي أنجبت الكثير من العظماء أنجبت صباح فخري الذي درس ونهل الكثير من الفنون والعلوم وكان خير تلميذ لعمالقة الفن والطرب الأصيل في مدينة حلب، فالله أنعم على صباح فخري بصوته وحباه همة عالية استطاع من خلالهما إحياء تراث حلب الشهباء وإيصال هذا التراث الفني إلى العالم، فالمطرب الكبير اعتبر ذلك رسالة يجب إيصالها إلى العالم أجمع، وهو ما تحقق فعلاً، فكان خير سفير لسورية وحلب، حيث رفع اسم مدينته وبلده عالياً في المحافل العربية والدولية.
وتابع حديثه قائلاً: صباح فخري سيبقى خالداً في عقول محبي الفن الأصيل في كل بقاع العالم وليس في مدينته وخاصة بعد تأسيسه مدرسة فنية علمية ثقافية إنسانية جامعة حفظت تراث مدينة حلب وقدودها ضمن التراث الإنساني العالمي.
ولم تأت كلمة أصدقائه مختلفة عن إيقاع المحبة والوفاء للفنان الكبير الراحل، والتي ألقها العلامة محمد قجي الذي أكد أن ذكريات امتدت على مدار أربعين عاماً بالفنان الراحل عرف فيها صباح فخري الفنان والإنسان والصديق، والذي عرفه عن قرب أكثر خلال أيام الاحتفال بحلب عاصمة للثقافة العربية التي كانت صباح فخري حاضراً بقوة في فعالياتها.
وأشار إلى أنه لن يتحدث عن مناقب الفنان الكبير صباح فخري وفنه المعروف فهو بذلك لن يأتي بجديد، ولكن أشار إلى أن صاحب الحنجرة الذهبية والذاكرة الفولاذية استطاع إيصال التراث السوري الحلبي إلى العالم العربي والعالمي وعرفه بمدينته وبلده خير تعريف بقوله: لقد زرت 50 بلداً وخلال الحديث مع بعض الشخصيات الثقافية وليست السياسية فقط وتحديداً في مصر كان من بينهم محمد حسنين هيكل ونجيب محفوظ وعمر موسى، فمثلاً قال الأديب الكبير نجيب محفوظ عن صباح فخري، أننا اكتشفنا صباح فخري متأخرين اعترافاً بأهمية فنه وعظمة صوته، أما عمرو موسى فقط كان من شدة إعجابه بفن صباح فخري فقد أسس رابطة محبي صباح فخري، وكان وزير خارجية مصر عمرو موسى الرئيس الفخري لهذه الرابطة، خاتماً حديثه بتأكيده أن ذكر صباح فخري لن يزول وسيبقى قائماً على طول الأزمان والعصور.
أما كلمة نقابة الفنانين فقد ألقاها نائب رئيس نقيب الفنان هادي بقدونس، الذي انحنى أمام صورة الراحل الكبير احتراماً لفنه الأصيل قبل إلقاء كلمته التي أكد فيها أن صباح فخري قامة وطنية فنية جمعت الصفات الفنية والأخلاق الحميدة، وقد استحق بكل جدارة خدمة الفن السوري وأبدع في ذلك في صوته الذهبي وساهم في إحيائه محلياً وعربياً وعالمياً، فكان رائداً في الأصالة عبر أغاني تتصل بالتراث الحلبي بقدوده وموشحاته، مضيفاً: نقابة الفنانين ستعمل بكل أمانة ووفاء على توثيق وتخليد فن هذه القامة الفنية التي كانت قدوة في العطاء.
وكان حفل تأبين الراحل الكبير صباح فخري بُدء في عرض فيلم يوثق حياته الشخصية والفنية بعنوان “صباح فخري أسطورة الغناء العربي ..إلى اللقاء ” عرض أهم المراحل التي ساهمت إلى إيصالها إلى مكانته الكبيرة في قلوب محبيه وعشاقه، ليختتم الحفل فعالياته بأغنية بصوت ابنه “أنس أبو قوس” أثرت في نفوس الحضور وخاصة مع عرض صور توثق حياة الفنان الكبير وتعرض صوراً أخرى من اللحظات الأخيرة لوداعه من دمشق إلى حلب، حيث ووري جسده الثرى، لكن حتماً روحه وفنه الأصيل سيبقى خالداً ما بقي الزمن.
ت: صهيب عمراية