ترامب واحتمالات التغيير

فوز دونالد ترامب المثير للجدل، داخل أمريكا وخارجها، يراه البعض كسراً للأعراف والقواعد داخل الولايات المتحدة الأمريكية باعتيادية أنتَجَتِها (الرئيس الأمريكي)، في حين ثابر آخرون بتبنيهم مقولة: إن ترامب هو نتاج النخبة الحاكمة في أمريكا, ولا يمكن أن يخرج عن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية.
وبغض النظر عن هذه التناقضات، فيما يتعلق بطريقة وصول ترامب والصراع السري أو العلني بينه وبين أجنحة النظام الأمريكي، وإطلاق ترامب شعار «أمريكا أولاً» إلا أن فوزه صدّّر صورة الحال الداخلي الأمريكي المأزوم ما بين أمريكا الإمبريالية وأمريكا الرأسمالية التي تبحث عن مصالحها, وتتخلّى عن الشعارات التي كانت تغلف بها سياستها عقوداً طويلة.
مايهمّنا في سورية أولاً، هو موضوع محاربة الإرهاب، وأن تكون العنوان الأهمّ في أجندة الرئيس الأمريكي؛ فأمريكا التي دعمت تنظيمات إرهابية «داعشية»، لاقت في عهد أوباما التربة المناسبة لتكون الأداة التي تساعدها في تحقيق مصالحها وتفتيت المنطقة، ومن ثمَّ كان أن تحولت تلك الأدوات إلى خطر يهدد أمن المنطقة والعالم كله.
وهذا «لويس فارخان» الناشط السياسي والزعيم الديني المعروف – زعيم أمة الإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية – يؤكد حالنا حيث قال وبالحرف الواحد:
«أمريكا هي مَنْ ينتج الإرهاب والفساد في العالم».
وترامب نفسه جرّم منافسته «هيلاري كلينتون» حينما اتهمها وإدارتها (بأنهم كذبوا في العراق.. وأنهم هم مَنْ صنع داعش..).
تجربة «داعش» وقبله «القاعدة»، ومَنْ يحسن قراءة فكرهم لن يفاجأ بتحوّرهم وانقلابهم حتى ضد راعيتهم أمريكا, ليشكلوا خطراً جسيماً عليها.
أما ثانياً، فأمريكا لم تتحاور يوماً. ولم تبادر إلى إقامة علاقات جيدة مع مسلمين معتدلين.
ما يحرضنا على فعل الاستفهام:
متى ستتوقف الولايات المتحدة الأمريكية عن استخدام المتطرّفين لتحقيق مصالحها؟ في حين أن العالم الإسلامي والعربي مملوء بالشخصيات المعتدلة التي يمكن لأمريكا أن تتعاون وتتعامل معها لتحقيق مصالح صحيحة على أساس الاحترام المتبادل للقوانين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول..؟
السياسات الأمريكية مع إدارتها السابقة هي السبب في إنتاج التطرّف، وسياستها في العراق وليبيا أنموذج جلي على منهجيتها في سلوك التطرف كأداة وتالياً يمكن القول: إن العداء لأمريكا ليس حالة أيديولوجية في المنطقة، بقدر ماهو عداء للسياسات الأمريكية التي احتلت بلداناً ودمّرت شعوباً، وأنتجت هذا الكم الهائل من الرعب والتطرف اللذين يعيشهما العالم الآن.
ليثور سؤال جوهري:
هل لدى ترامب وإدارته, الجدية الكافية لفهم أساس المشكلة وطرق حلّها، وكيفية مواجهة الإرهاب؟.
m.albairak@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار