صباغ: (إسرائيل) المصدر الرئيسي لتهديد السلم والأمن في المنطقة
أكدت سورية أن إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط يتطلب إلزام كيان الاحتلال الإسرائيلي بالانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار وإخضاع جميع منشآته لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولاسيما أن جميع دول المنطقة انضمت إلى المعاهدة وما زالت تنتظر تنفيذ الوعود التي تم قطعها للضغط بانضمام “إسرائيل” إليها.
وأوضح مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ في بيان اليوم أمام الدورة الثانية لمؤتمر “إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط” أن سورية تعتبر إنشاء مناطق إقليمية خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل خطوة إيجابية وإسهاماً فعالاً نحو تحقيق أهداف عدم الانتشار ونزع السلاح وعنصراً رئيسياً في خلق عالم آمن ومستقر ولهذا أولت أهمية كبيرة لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وكل أسلحة الدمار الشامل الأخرى حيث تقدمت خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن في عامي 2002-2003 بمشروع قرار يرمي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع تلك الأسلحة إلا أن الولايات المتحدة هددت حينها بإعاقة اعتماد مشروع القرار لأغراض معروفة وفي مقدمتها الانحياز الأعمى والدعم المطلق لـ “إسرائيل”.
وأشار صباغ إلى أن سورية كانت من أوائل الدول التي انضمت إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في العام 1969 ووقعت على اتفاقية منع استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية في العام 1972 وانضمت في العام 2013 إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وكل ذلك يؤكد حرصها على المضي قدما في إجراءات جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل كإجراء مهم من إجراءات نزع السلاح وتعزيز نظام عدم الانتشار وإسهام جدي في صون السلم والأمن الإقليمي والدولي.
وبين صباغ أنه في الوقت الذي مثل فيه قرار الشرق الأوسط لعام 1995 الذي تم على أساسه التمديد اللانهائي لمعاهدة عدم الانتشار ركيزة أساسية في دعم نظام عدم الانتشار على المستوى الإقليمي فإنه من المؤسف قيام الولايات المتحدة الدولة الوديعة للمعاهدة وإحدى الدول الثلاث الراعية للقرار بعرقلة أي خطوات عملية وجادة لتنفيذه بهدف حماية مصالح “إسرائيل” وضمان تفوقها العسكري في المنطقة لافتاً إلى رفض الولايات المتحدة و”إسرائيل” المشاركة في “مؤتمر إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط” الذي جاء خطوة لكسر حالة الجمود التي واجهت تنفيذ قرار الشرق الأوسط لعام 1995 ومواصلتهما عدم المشاركة في هذا المؤتمر الذي يعقد تحت راية الأمم المتحدة في استهتار واضح بالإرادة الدولية والإقليمية الهادفة إلى تحقيق إنشاء تلك المنطقة.
ولفت صباغ إلى أنه في الوقت الذي انضمت فيه جميع دول منطقة الشرق الأوسط إلى معاهدة عدم الانتشار فقد واصلت “إسرائيل” رفضها الانضمام إلى تلك المعاهدة كطرف غير حائز وكذلك الأمر بالنسبة للمعاهدات والاتفاقيات الرئيسية ذات الصلة بحظر ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل كما تعنتت في تحديها عبر رفضها الانخراط في أي جهد دولي لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك إعاقة تنفيذ قرار الشرق الأوسط لعام 1995 ما يجعلها السبب الرئيسي في تقويض فعالية منظومة عدم الانتشار في المنطقة والعالم.
وأوضح مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن مظلة الحماية التي توفرها دول غربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة ساهمت في انفراد “إسرائيل” في منطقة الشرق الأوسط بحيازة أسلحة الدمار الشامل وتطويرها ودعم تلك الدول لتطوير البرامج الإسرائيلية العسكرية النووية البيولوجية والكيميائية والمساهمة في تزويدها بالتقنيات والمعدات اللازمة الأمر الذي جعل “إسرائيل” المصدر الرئيسي لتهديد السلم والأمن في المنطقة مشددا على ضرورة الالتزام بأحكام المادة الأولى من معاهدة عدم الانتشار وامتناع تلك الدول عن تزويد “إسرائيل” بأي معدات أو تقنيات أو أجهزة متفجرة نووية أخرى ووقفها الفوري لأي تعاون قائم مع “إسرائيل” في هذا الخصوص.
وأكد صباغ أن تقاعس المجتمع الدولي عن تنفيذ التزاماته بشأن إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وسياسات التغاضي عن الممارسات الإسرائيلية الخطيرة أدت إلى تداعيات سلبية على حالة الأمن والاستقرار في تلك المنطقة مشيراً إلى وجوب اتخاذ المجتمع الدولي خطوات عملية جادة من أجل إلزام “إسرائيل” بالانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار كطرف غير حائز ودون قيد أو شرط وإخضاع جميع منشآتها وأنشطتها النووية للضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 487 لعام 1981 وقرار المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لعام 2009 كخطوة مهمة نحو إنشاء منطقة خالية في الشرق الأوسط.
وجدد صباغ تأكيد سورية على أن إنشاء هذه المنطقة لا يحتاج إلى إجراءات بناء ثقة بل إلى انضمام “إسرائيل” إلى معاهدة عدم الانتشار وإخضاع جميع منشآتها لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولاسيما أن جميع دول المنطقة انضمت إلى المعاهدة وما زالت تنتظر تنفيذ الوعود التي تم قطعها للضغط بانضمام “إسرائيل” إليها أيضا مشدداً على تطلع سورية للعمل مع كل الوفود بروح التعاون البناء من أجل التوصل إلى معاهدة لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل معاهدة تضمن الأمن لشعوب منطقتنا والعالم كما تأمل أن يكون هذا المؤتمر دافعاً ومحركاً حقيقياً باتجاه هذا الهدف.