الزراعة المائية.. استثمار المساحات الصغيرة لإنتاج أكبر كمية من الخضار على الأسطح وشرفات المنازل

الزراعة المائية ثورة في عالم الزراعة، تعتمد على استخدام محاليل التغذية لنمو النباتات، والتي تمدها بالعناصر الرئيسة للنمو، من دون استخدام التربة، وتمتاز بوفرة الإنتاج والمساحات المستخدمة، ويمكن تحقيق ذلك في أي مكان في المنزل على الأسطح أو في شرفات المنازل، وتمتاز بوفرة الإنتاج وإمكانية تنفيذها في أي مكان، وبوفرة كميات المياه المستخدمة أيضاً، وتالياً الحصول على منتجات غذائية طبيعية خالية من أي مواد وسموم ضارة، لكونها لا تستخدم الأسمدة الكيماوية.
أمام ظروف الحياة الصعبة، والارتفاع في أسعار الخضراوات، لمعت في ذهن السيدة سامية عزام مدرسة اللغة العربية فكرة العمل في نطاق الزراعة المائية لتحقيق الاكتفاء الذاتي أولاً، والاستفادة من الكميات الإضافية للإنتاج في تأمين مورد مالي للأسرة، وتوجهت السيدة عزام بتصورها حول الاكوابونيك، أحد فروع الزراعة المائية، وهو نظام من الزراعة المتكاملة بين النبات والسمك كل منهما يغذي الآخر، فهى عملية متبادلة بين الطرفين، وهذا النمط من الزراعة خالٍ من المواد والأسمدة الضارة تماماً فهو صحي مئة في المئة.
وفكرة الزراعة المائية وفقاً للسيدة عزام فكرة قديمة كانت متداولة من خلال تجارب بسيطة تتبع بزراعة القمح أو العدس بالقطن، ونقلت أفكارها لزوجها وجيه أبو حسون من أجل تنفيذ المشروع، وبجانب المنزل.
تضيف عزام: تم تطوير الفكرة وإجراء تجارب عديدة لتوافر نمو النبات وبالفعل بدأت بوادر النجاح والإنتاج تظهر شيئاً فشيئاً مع نجاح زوجي في ذلك، وساعدت طبيعة المكان بجانب المنزل في بلدة الكفر بمحافظة السويداء على تحقيق هذا الأمر، لكون المنطقة المحيطة في المنزل والتي أقيم عليها المشروع صخرية وغير مستثمرة، فكانت الفكرة تدور حول ترتيبها، وقرب المكان ساهم بالمتابعة الدائمة، وسهولة الوصول من دون تكاليف الانتقال وتالياً الاستفادة من هذه المعطيات، لتبدأ خطوات العمل بمبلغ شخصي بسيط، وتم التطوير بعد ذلك فكانت تكلفة المشروع( 12 ) مليون ليرة.
وبالنسبة لمياه المسمكة تم استثمار مياه الشتاء، والاستفادة منها بشكل كامل، ويتم تجديد الماء بعد عملية التبخر، والرديف الأساسي للمشروع كان من خلال دراسة جدوى اقتصادية دقيقة قامت بها ابنتنا مادلين أبو حسون، إذ وثقت العمل بطريقة رقمية دقيقة، وتصورات مستقبلية تضمن النجاح والاستمرار، وللوصول إلى ذلك اتبعت دورة طورت فيها فكرة المشروع، وتم تبادل الآراء والاستفادة من خبرات الآخرين أثناء مدة الدورة.
أما طريقة التنفيذ للعمل فكانت بمجهود ذاتي من قبل زوجي من حيث تركيب المعدات وتوصيلها، وقد واجهتنا بعض الصعوبات التي يمكن تذليلها مع الزمن من حرارة مرتفعة، وبعض الأمور البسيطة التي يمكن تجاوزها.
بوادر النجاح للمشروع كانت من خلال النمو الجيد للنباتات، وتنوعت الزراعات ما بين فريز ونعنع وخيار وفليفلة، وبعض الزراعات الأخرى، وقد حققنا الهدف الأول المتمثل بالاكتفاء الذاتي، وهناك أفكار عديدة لتطوير المشروع في المستقبل كبناء حوض آخر للسمك، لكن المشكلة الكبرى تتمثل في غلاء غذاء السمك الذي يحتاج لعلف خاص به.
كما عمدنا لإجراء بعض التعديلات على المشروع برفع السقف بغية تخفيف الحرارة التي تؤثر في الإنتاج.
يقول وجيه أبو حسون منفذ المشروع : الغاية من عملنا الحصول على خضار طبيعية خالية من أي مواد سمية، والابتعاد عن استخدام الأسمدة الكيماوية، وإنتاج الشتول، والمشروع يختصر المساحات الواسعة من حيث الانتاجية بمساحات صغيرة، كما أنه يوفر في المياه، خاصة في ضوء النقص الحاصل في المحافظة من المياه ومعاناة الناس من جراء ذلك.
بدأت مشروعي الأولي بتجربة بسيطة على ثلاث شتلات من البندورة والبقدونس والخس عن طريق زرعها في سطل واستخدام مضخة صغيرة فجاءت النتائج جيدة، وحصلت على نموات كافية للسعي لتطوير الفكرة.
الآن أزرع النباتات الطبية والخيار والبقدونس والكزبرة والملوخية والفليفلة.
لدي شغف في العمل بالزراعة وهناك صعوبات عدة أبرزها ارتفاع أسعار المواد الأولية وتكلفة الإنشاء.
أضاف أبو حسون: يعتمد المشروع على استثمار المساحات الصغيرة لإنتاج أكبر كمية ممكنة من الخضار، وعلى سبيل المثال مشروعنا المستثمر في هذه المساحة يعادل 3 دونمات في الأرض العادية.
وهذه المنتجات مطلوبة دائماً، لكونها غير معرضة للكساد أو ما شابه ذلك، وطريقة تصريفها بسيطة وسهلة وغير مكلفة.
في هذه الطريقة من الزراعة المائية هناك توفير كبير للمياه، لأن نظامه يعتمد على دوران المياه، ومياه الشتاء تصب في المسمكة، ومن خلال المضخات والفلاتر يتم ضخ المياه لتغذية النبات عبر الأنابيب، وتعد فضلات الأسماك الغذاء الأساسي للنبات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار