665 طفلاً ضمن مشروع «استعدوا للالتحاق بالمدرسة» في اللاذقية
يلقى مشروع «استعدوا للالتحاق بالمدرسة» في محافظة اللاذقية الاهتمام والمتابعة، وتسعى مديرية التربية في المحافظة مع بداية كل عام لزيادة الشعب الصفية، لاستقطاب أكبر شريحة من الأطفال بعمر الخمس سنوات، ويتم بشكل دائم اخضاع المربيات لدورات ليتمكنوا من التعامل مع الأطفال، ومنها دورة «تعزيز قدرات المربيات» التي تقام في جميع المحافظات و بالتوقيت نفسه ومنها اللاذقية.
فعلى مدار أسبوع خضعت 26 مربية في رياض الأطفال في تربية اللاذقية لدورة حقيبة تدريبية، أقامها المركز الاقليمي لتنمية الطفولة المبكرة، بالتعاون بين وزارة التربية ومنظمة اليونيسيف.. «تشرين» وخلال الدورة التقت عدداً من المتدربات اللواتي أشرن إلى الفائدة الكبيرة التي حصلن عليها والتي عززت الخبرات لديهن .
تعزيز للخبرات
المتدربة عليا داوود قالت: إن الفكرة في غاية الأهمية، ونحن بحاجة بشكل مستمر للمعلومات التي تعزز خبراتنا ومعلوماتنا ، وأضافت : تمكنا خلال الدورة من إضافة خبرة جديدة بطريقة التعامل مع هذه الشريحة العمرية، وتبادلنا الخبرات مع الزميلات، وتعرفنا على خصائص وحاجات التعامل مع بيئة الروضة.
وتوافقها الرأي المتدربة هالة أسعد التي لديها خبرة 14 سنة في رياض الأطفال، مؤكدة أن الدورة تضاهي الدورات التي اتبعتها من حيث خبرات المدربة، وغناها بالمعلومات وشموليتها ودقتها التي زودت المتدربات بها، بالإضافة لطريقة تقديم المعلومة، وأضافت: كذلك أتاحت لنا التعمق بتفاصيل شخصية الطفل وغرسها في المربية لتستطيع التعامل مع الطفل لاحقاً.
22 مدرسة ضمن المشروع
وفي حديثها لـ«تشرين » بيّنت الموجهة التربوية ميساء أحمد منسقة مشروع «استعدوا» في محافظة اللاذقية عضو الفريق التدريب الوطني التابع للمركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة، أن المشروع أحد مشاريع المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة، متمثلاً بمديرة المركز، ويتم بالتعاون بين وزارة التربية ومنظمة اليونيسيف، وهناك اهتمام كبير من قبل وزير التربية لأهميته وهدفه السامي، وهو إحداث شعب صفية لرياض الأطفال، فئة ثالثة بعمر الخمس سنوات في كل مدرسة من مدارس الحلقة الأولى، وأردفت ، إنه لزيادة نسبة الالتحاق برياض الأطفال من خلال إدخال الطفل في سن مبكرة، وذلك لتهيئته لتقبل المدرسة يتم في كل عام أخذ موافقة لإحداث عدد من الشعب في المدارس.
وأوضحت أحمد أنه توجد في اللاذقية 22 مدرسة موزعة بين المدينة والريف، و نسبة الاستيعاب في كل شعبة بين 25 و 30 طفلاً، ويبلغ عدد الأطفال الكلي في الشعب المفتوحة على مستوى المحافظة حوالي 665 طفلاً، و تابعت: يتم تجهيز الشعب من قبل اليونيسيف بما يلائم ويليق بالطفل، وبما يحقق البيئة المادية والبشرية المناسبة للطفل من أدوات تعليمية ووسائل إيضاح، وممكن الاعتماد على المخلفات التي تخدم المنهاج .
12 شعبة للعام القادم
وأشارت أحمد أنه تمت الموافقة هذا العام على إحداث 12 شعبة في 10 مدارس سيتم تجهيزها من قبل اليونسيف ليتم افتتاحها العام القادم، مشيرة أنه تم الأخذ بالحسبان التوسع الجغرافي باختيار المدارس وصعوبة المواصلات، وتم استقطاب البيئات الفقيرة غير قادرة لوضع أطفالها في الرياض الخاصة، ولفتت أحمد إلى أن هناك دورات بشكل دائم لتدريب المربيات للعمل مع الأطفال، ومنها هذه الدورة التي تقام في جميع المحافظات بعنوان « تعزيز قدرات مربيات الأطفال»، حيث هناك 26 مربية تخضع لأول مرة للدورات ، و تضمنت الدورة عدة محاور منها الخصائص النمائية لتنمية الطفولة، والتي تعدّ دليلاً مرجعياً للمربيات لمعرفة وضع برامج وأنشطة تناسب هذه المرحلة، كما تضمنت النهج الشمولي التكاملي أي التعلم بالخبرة، حيث إن الطفل يتعلم ما يعيشه، ويتعلم من الكبار بالإضافة لخبرة الحرف وكيفية إعطائه وخبرة العدد، بالإضافة لمحور البرنامج اليومي لخصوصيته وكيفية استقبال الأطفال، مشيرة أنه تم تدريب المربيات على صناعة الوسائل التعليمية، التي تخدم المنهاج لأهميتها، وتوضيح الفرق بين الوسائل المبرمجة وغير البرمجة، وكل هذا من أجل تمكين مربيات الأطفال، ورفع كفاءتهن للتعامل مع هذه المرحلة العمرية الحساسة .
وأكدت أحمد أهمية مشروع استعدوا في تهيئة الطفل قبل سن السادسة، بما يقدمه من برامج ورعاية شاملة تراعي الخصائص النمائية، وتسهم في تنمية شخصيته، فهو يألف المكان (المدرسة ) ويتقبل نظامه، فلا يصاب بما يسمى صدمة المدرسة الابتدائية.
مشيرة إلى أنه عند تسجيل الطفل ضمن المشروع فإن التسجيل مجاني، ولا يكلف أهالي الطلاب سوى ثمن الكراس، والمنهاج معتمد من قبل وزارة التربية، أما منهاج اللغة الانكليزية فتم تأليفه في المركز الاقليمي للطفولة المبكرة، ولفتت أنه يتم تعيين مربيتين في كل شعبة صفية تقدم أنشطة متنوعة تنمّي قدرات وكفاءات التلاميذ ويتم تجهيز الغرف ضمن الامكانات المتاحة للوصول إلى الجودة المطلوبة .
لا يزال قيد التجربة
وذكرت منسقة المشروع في اللاذقية أنه تم وضع معايير عديدة لهذا المشروع من قبل المركز، من حيث المربيات و البيئة المادية والمنهاج، مؤكدة أنه يتم بشكل دوري صيانة الشعب بالتقاسم بين اليونسيف والمركز، و بالتنسيق مع مديرية التربية ، ولفتت أن المشروع طبق في جميع المحافظات السورية، وتعد محافظة اللاذقية من المحافظات الرائدة في تطبيقه، حيث هناك متابعة مستمرة وحثيثة من قبل مدير التربية الذي يسعى للتوسع وافتتاح شعب، واستقبال المبادرات من الأهل بما يخدم الأهل والأطفال، و تأكيده على دور المجتمع المحلي في نجاح المشروع .
وختمت أحمد؛ إن المشروع لا يزال قيد التجربة حتى يتم التوصل إلى المسوغات المناسبة، لطرحها إلى القيادات العليا للوصول إلى الهدف السامي منه لإلحاق سنة بعمر 5 سنوات على الأقل في مرحلة التعليم الأساسي.