تعرضت سورية لحرب شاملة استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة من عسكرية إلى اقتصادية إلى إعلامية، وكان للحرب تأثير عميق على امتداد سنوات هذه الحرب، فالسلاح الإعلامي أصبح وسيلة مباشرة في التأثير على الرأي العام لما يتمتع به من قدرات أبرزها سرعة الانتشار وتعدد الوسائل المستخدمة هذا ما أوضحه موقع الدراسات الإستراتيجية العالمي في مقال جاء فيه:
تشكل وسائل التواصل الاجتماعي جانباً بارزاً من الحياة اليومية، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات سياسية واجتماعية لم تشهدها المجتمعات من قبل.
ومع وجود ما يقدر بنحو 3.8 مليارات مستخدم للانترنت في جميع أنحاء العالم، فإن وسائل الإعلام الجديدة و«تطبيقات الويب» والمحتوى الذي يولده المستخدمون على نحو متزايد مع الوسائل التقليدية أصبحت وسيلة لتوزيع المعلومات وجمعها.
ويمكن التركيز في المقام الأول على الآثار السياسية لوسائل الإعلام الاجتماعية من حيث دورها في تغيير الأنظمة وكأداة للتطرف (التجنيد في المنظمات الإرهابية مثل داعش) أو كمصدر لنشر المعلومات والتحديات التي تطرحها الدول مثل ويكليكس والاستخدامات الأخرى لخلق التناقض والصراع الاجتماعي والتأثير في الانتخابات، وكأداة في الحروب، وقد تجلى ذلك بوضوح في الحرب على السورية، حيث استخدم كم من الصور والأفلام المزيفة والمركبة ضد الحكومة السورية لتبرير الاعتداء على سورية (مثل مسرحيات استخدام الأسلحة الكيميائية).
إن ما فعله الغرب في سورية هو محاولة زعزعة استقرار البلاد كما ساهمت أجهزة التواصل الاجتماعية في استمرار الحرب على سورية، كذلك فعلت بعض المحطات التلفزيونية مثل الجزيرة والعربية والـ “بي بي سي” والـ “فرانس 24” في تشويه وتلفيق الأحداث وصناعة رأي عام ضد الدول الوطنية في المنطقة بعد أن اكتسبت الانتشار وبعض المصداقية في السنوات السابقة.
بالنسبة لسورية، بدأت الأحداث بشكل صاخب إعلامياً، وتحركت الشبكات النائمة ونشط الإعلام الجديد، كما بدأت مراكز الأبحاث الغربية وفروعها العربية بتناغم مخطط له من أجل الإسراع في تنفيذ المخطط ، أي صناعة رأي عام مساعد في إسقاط الدولة السورية، وهنا لا يخفى دور مراكز مثل بروكينغز ومركز التقدم الأمريكي وراند وبيل غيتس وغيرها، بالإضافة إلى مؤسسات مثل مجموعة الأزمات الدولية وتنظيمات مراقبة حقوق الإنسان، كما لا يخفى دور مؤسسة ألبرت آينشتاين وبالأخص جين شارب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماساتشوس والذي ارتبط اسمه بالتأليف والكتابة في الموضوعات الخاصة بما يسمى «الكفاح السلمي» حيث استقت من كتاباته العديد من التحركات المناهضة للحكومات حول العالم.
ومن المؤسسات الأخرى المكرسة لخدمة مشروع الشرق الأوسط الجديد، نرى مؤسسة موفمنت، وهي واحدة من المنظمات العاملة في تجنيد وتدريب ودعم «الناشطين الشباب»، إذ اتهمت مجلة “نيويورك تايمز” في نيسان عام 2011 من خلال مقالة عن منظمة «تحالف حركات الشباب» الولايات المتحدة بتمويلها اضطرابات «الربيع العربي» وكذلك الأمر في مؤسسات فريدوم هاوس والصندوق الوطني للديمقراطية والمعهد الجمهوري الدولي والمعهد الوطني للديمقراطية في تجنيد وتدريب ودعم الاضطرابات التي بدأت عام 2008.
كان الوصول إلى الفوضى يستدعي تظاهرات ودماً من خلال قتل المتظاهرين والجيش من قبل قناصة مدربين، كما يحتاج إلى فتاوى تبرر القتل وإلى شراء الذمم من خلال الترويج للانشقاق وتضخيمه بعد أن تتم شيطنة الأنظمة ورموزها، وهذا ما حدث في سورية، فالإعلام هو الأداة للوصول إلى الهدف المراد.
ولعل أهم التقنيات المستخدمة في الحرب على سورية تتمثل في الكذب والخداع أولاً وخلق حالة من التوتر أو الإجهاد العقلي وعدم الراحة التي يعاني منها الفرد الذي يحمل اثنين أو أكثر من المعتقدات أو الأفكار أو القيم المتناقضة في نفس الوقت أو يقوم بسلوك يتعارض مع معتقداته وأفكاره وقيمه، أو يواجه بمعلومات جديدة تعارض مع القيم الموجودة لديه، إلى جانب إسقاط القيم الجيدة أو السيئة لشخص أو مشروع أو مجموعة من القيم على الآخر بشكل مثير للعواطف والتي تحفز المتلقي على الانحياز لرؤية تصب في مصلحة العدو ويكون ذلك بالتركيز على صور ومعايير وكلمات مختارة وغيره، ولعل ممارسة الضغط الاجتماعي وشيطنة بعض الرموز الوطنية من الأدوات المستخدمة في الحرب على سورية.
ما تزال الأساليب القديمة تستخدم ومنها التزييف واستهداف الرموز الوطنية وشيطنتها ونشر قصص وسرديات تتناقض مع ما هو سائد لدى المتلقي لإحداث التشكيك والانقسام.
في الحرب على سورية تقوم مؤسسات عالمية موظفة من مؤسسات غربية بحملات إعلامية مركزة على سورية لتكون مبرراً من أجل اتخاذ قرار معين ضدها مثل أكذوبة استخدام السلاح الكيميائي من الحكومة السورية.
عن «موقع الدراسات الإستراتيجية» العالمي