تعاون سوري – إيطالي يعيد تمثال “عين التل” إلى متحف حلب الوطني

عاد تمثال “عين التل” – الذي يُعتقد أنه لأحد الحكام المحليين – للوقوف أمام بوابة متحف حلب الوطني.. بعد إعادة ترميمه من جديد من خلال تعاون مشترك سوري – إيطالي، فمنذ إعادة افتتاح المتحف عام 2019 بدأ مشروع ترميم التماثيل والآثار التي تعرضت إلى ضرر كبير جراء الاعتداء الممنهج على المتحف من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، وقد تم التركيز على هذا التمثال لما يمثله من أهمية تاريخية كبيرة، لذا نفذت في عام 2021 جامعة فلورنسا الإيطالية بدعم من وزارة الخارجية الإيطالية حملة توثيق أولى لترميم وإعادة عرض التمثال، ليتم اليوم إعادة عرضه في حديقة متحف حلب الوطني بعد الانتهاء من إعادة ترميمه.
وفي تصريح لـ”تشرين” أكد نذير عوض مدير عام الآثار والمتاحف أن اختيار تمثال “عين التل” له رمزية كبيرة وخاصة أنه يعتقد أن لملك محلي، وله أهمية كبيرة عند أهالي حلب، مشيراً إلى أنه بعد إعادة ترميمه وإزالة آثار الضرر الكبير عنه بسبب الهجمة الإرهابية البربرية، التي استهدفت المتحف الوطني بحلب سيتم نصبه بالقرب من بوابة المتحف كما جرت العادة، وذلك بناء على بعض المعتقدات القائلة بوجوب وضع تماثيل الحكام المحليين في المدينة بالقرب من البوابات، مشيراً إلى أهمية مشاركة الجانب الإيطالي في ترميم التمثال رغم كل الصعوبات، وهو ما يمثل كسر للحصار الظالم على البلاد، لافتاً إلى أن مشاركة البعثة الإيطالية تأتي من إيمانهم بأهمية الآثار السورية والتراث الثقافي الغني، مشدداً على أن سيكون هناك تعاون مستمر مع الجانب الإيطالي وغيره من البعثات الأجنبية التي كانت تعمل سابقاً في سورية في هذا المجال، مؤكداً على أهمية الدفاع عن التراث والآثار السورية نظراً لأهمية الكبيرة للعالم أجمع.
من جهتها د. مارينا بوتشي رئيسة البعثة الأثرية الإيطالية وباحثة مختصة في الآثار استعرضت مراحل ترميم تمثال “عين التل” الذي كان العاملون في متحف حلب الوطني قد جمعوا القطع المتناثرة منه بعد تعرضه إلى قذائف الإرهاب، لذا كان هناك حرص من قبل اللجنة المشتركة السورية الإيطالية على إعادة ترميمه كما كان، وإعادة وضعه من جديد أمام بوابة المتحف.
وأكدت بوتشي لـ”تشرين” أهمية تواجدها في سورية اليوم والمساهمة في إعادة أحد القطع الأثرية الهامة إلى متحف حلب الوطني وخاصة أن سورية تمتلك أرث تاريخي وتراثي هام للبشرية، وأبدت سعادتها لوجودها في سورية وحلب تحديداً والمساهمة في إعادة ترميم هذه القطعة الأثرية الهامة للسوريين وسكان حلب والعالم، ما يبعث رسالة للباحثين الآخرين بإمكان العودة إلى سورية بدون أي مشاكل.
وعن وجود مشاريع مشتركة بين الجانب الإيطالي والسوري لإعادة ترميم الآثار المتضررة أكدت أنها تأمل ذلك وخاصة أنها سورية كبلد تعني لها الكثير كونها تضم أقدم وأعرق الحضارات ولكن ذلك مرتبط بالدرجة الأولى بالتمويل.

تصوير: صهيب عمراية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار