طلاب معهد التخطيط الإقليمي يقدمون رؤى عصرية لأحياء دمشق عام 2040

قدم طلاب المعهد العالي للتخطيط الإقليمي بجامعة دمشق رؤى ابتكارية عصرية لعدد من أحياء مدينة دمشق عام 2040 خلال ورشة عمل جرت على مدى ستة أشهر بالتعاون مع قسم العمارة والتخطيط في جامعة دندي البريطانية.

الرؤى الابتكارية المقدمة من الطلاب اعتمدت على دراسة وتحليل الواقع الحالي لعدد من الأحياء الدمشقية لإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات المتعلقة بالتوزع العشوائي للكتل البنائية والمساحات الخضراء والمفتوحة ومشكلات النقل بهدف الوصول إلى أحياء سكنية حيوية تلبي متطلبات المجتمع والتنمية بما ينعكس إيجاباً على حياة الأفراد ومعيشتهم.

وأكد الدكتور محمد يسار عابدين رئيس جامعة دمشق في كلمة أهمية التخطيط السليم للمدن بالاعتماد على الدراسات التخطيطية وفق منهجية علمية واضحة كي تكون المدن بالصورة التي تليق بالحياة العصرية لافتاً إلى أن المعهد العالي للتخطيط الإقليمي بجامعة دمشق أخذ على عاتقه منذ تأسيسه مسؤولية إعداد وتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية في مجال التخطيط الإقليمي بهدف توطين المعارف والمنهجيات والمدراس التخطيطية بما يخدم مسيرة التنمية المستدامة في سورية.

بدورها الدكتورة ريدة ديب عميدة المعهد العالي للتخطيط الإقليمي بينت في تصريح لـ سانا أن الإشكالية التخطيطية بدمشق “كبيرة” مشيرة في الوقت ذاته إلى أن كل دول العالم بدأت في المرحلة الحالية تأخذ سياسات ونهجاً تخطيطية جديدة وخاصة بعد جائحة فيروس كورونا التي فرضت تطبيق قيود معينة ما دفع البعض إلى إطلاق نهج جديد عرف باسم “أحياء 15 دقيقة” بما يمكن المواطن من تأمين احتياجاته كافة خلال 15 دقيقة فقط ضمن الحي الذي يسكنه.

وأوضحت ديب أن المعهد أخذ هذا النهج ومبادئه وحاول اختبار إمكانية تطبيقه على أحياء دمشق والمدن السورية بهدف الارتقاء بجودة الحياة في هذه الأحياء وتحقيق كفايتها الذاتية ومحليتها ومشاركتها مع الأحياء المجاورة وذلك بالتعاون مع جامعة دندي البريطانية.

وفي كلمة له عبر الانترنت بين الدكتور حسام الوعر المدير في برنامج التخطيط العمراني بجامعة دندي أن أحياء دمشق سابقاً كانت أفضل “اجتماعياً وبيئياً” ومساكنها متجاورة بشكل صحي ولكن التكتلات والتراكمات العمرانية وزيادة التعقيدات الحضرية أثرت سلباً من حيث نقص المساحات الخضراء ونقص المساحات التفاعلية لذلك نهج الـ 15 دقيقة هو نهج يحافظ على الثقافة والهوية وتطورها مع الحفاظ على الخصوصية المكانية والثقافية للأحياء.

عدد من الطلاب المشاركين في الورشة تحدثوا لـ سانا عن مشروعاتهم التي تضمنت حلولاً للمشكلات التي تعاني منها أحياء دمشق حيث قالت آلاء إبراهيم “ماجستير في التخطيط الهيكلي الحضري” إنها ركزت في مشروعها وزملاؤها على حي المزة شيخ سعد حيث جرى رصد الوضع الراهن في الحي وتوضع الاحتياجات الرئيسة وأماكن ازدحام السيارات والمشاة وتم جمع التفاصيل ودراستها للخروج بمخطط أساسي اسمه حركة المجتمع.

بدوره كنان القاسم “ماجستير في التخطيط اللوجستي الإقليمي” بين أنه ركز وزملاؤه على حي مساكن برزة حيث قاموا بجمع المعلومات اللازمة لدراسة الحي بشكل ميداني بالاستفادة من الخبرات العملية لجامعة دندي وتحديد نقاط القوة والضعف في التخطيط الحضري للمنطقة والمشكلات المرتبطة بالبنية التحتية وتم وضع بعض الحلول التي يمكن أن تكون سريعة وفورية وفعالة وقليلة التكلفة.

وركزت الطالبة هدى خليفة “ماجستير في التخطيط الهيكلي الحضري” وزملاؤها على حي القصاع موضحة أنهم رصدوا المشكلات في الشارع الرئيس ضمن الحي ووضعوا برامج لتخفيف الازدحام وتفعيل الشوارع المجاورة.

حضر الفعالية الدكتور محسن بلال عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي والدكتور خالد الحلبوني أمين فرع جامعة دمشق للحزب ومعاونو وزراء الإدارة المحلية والبيئة والأشغال العامة والإسكان وعدد من المهندسين والأكاديميين.

وأحدث المعهد العالي للتخطيط الإقليمي في جامعة دمشق بموجب المرسوم التشريعي رقم 54 لعام 2015 ويتولى القيام بالبحوث المتعلقة بالتخطيط الإقليمي ومنح الدرجات العلمية في مجال التخطيط الإقليمي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار