ستة أسرى فلسطينيين يواصلون «معركة الأمعاء الخاوية»
مسطرين ملحمة صمود أسطورية.. يواصل ستة أسرى فلسطينيين إضرابهم عن الطعام وخوض “معركة الأمعاء الخاوية” احتجاجاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الأسرى ولإيصال رسالة للعالم أجمع حول معاناة نحو 5000 أسير في معتقلات الاحتلال بينما أعلن 100 أسير الدخول في إضراب تدريجي عن الطعام رفضاً لممارسات الاحتلال القمعية بحق الأسرى وخاصة بعد عملية نفق الحرية البطولية.
والأسرى المضربون عن الطعام هم كايد الفسفوس المعتقل منذ تموز 2020 والمضرب منذ 69 يوماً، ومقداد القواسمة المعتقل منذ كانون الثاني الماضي والمضرب منذ 62 يوماً، وعلاء الأعرج المعتقل منذ حزيران الماضي والمضرب عن الطعام منذ 44 يوماً، وهشام أبو هواش المعتقل منذ تشرين الأول 2020 والمضرب منذ 36 يوماً، ورايق بشارات المعتقل منذ تموز الماضي والمضرب عن الطعام منذ 31 يوماً، وشادي أبو عكر المعتقل منذ تشرين الأول 2020 والمضرب منذ 28 يوماً.
وفي تصريح لمراسل “سانا” وبكلمات ممزوجة بالدموع والألم والحزن تحدثت الطفلة جوان الفسفوس 7 أعوام وهي الطفلة الوحيدة للأسير كايد الفسفوس قائلة: أريد من العالم أن يشعر بألمي ومعاناتي اليومية ويستمع لأنين ووجع والدي المضرب عن الطعام منذ 69 يوما رغم معاناته من الأمراض.. أريده حيا لأقبله واحتضنه.. أريد أن أراه كما كل أطفال العالم.. لم أشاهده منذ اعتقاله.
من جهته، يقول خالد الفسفوس شقيق الأسير كايد.. إن الوضع الصحي لشقيقه البالغ من العمر 32 عاماً سيئ للغاية حيث يعاني من آلام وأمراض في القلب والكلى والعظام وفقد من وزنه أكثر من 35 كيلوغراماً وهو معتقل منذ أكثر من عام واعتقل في السابق مدة خمس سنوات، مبيناً أنه منذ اعتقاله منع الاحتلال ذويه من زيارته وحتى والدته التي تبلغ من العمر 75 عاماً رفض الاحتلال أن يسمح لها برؤيته واحتضانه وهي تعيش حالة خوف وقلق وتوتر خوفاً على حياة نجلها.
وأشار الفسفوس إلى أن شقيقه الأسير كايد قرر الامتناع عن تناول المياه خلال اليومين القادمين في ظل مواصلة الاحتلال تجاهل مطالبه وسيستمر في خوض معركة الأمعاء الخاوية بصبر وثبات حتى ينال حريته أو الشهادة.
المتحدث باسم نادي الأسير الفلسطيني أمجد النجار، لفت إلى أن الأوضاع الصحية للأسرى الستة المضربين عن الطعام حرجة للغاية ويمنع الاحتلال تقديم العلاج لهم رغم خطورة وضعهم الصحي وصراعهم مع أمراض نخرت أجسادهم بفعل سياسة الإهمال الطبي المتعمد مبيناً أن التعذيب الجسدي والنفسي الذي يتعرض له الأسرى تضاعف خلال الأيام الماضية بعد عملية “نفق الحرية” البطولية التي أعادت قضية الأسرى إلى الواجهة وأظهرت معاناتهم وأساليب الاحتلال الهمجية والعدوانية بحقهم.
وكشف النجار عن سلسلة خطوات سينفذها الأسرى تدريجياً خلال الأيام القادمة لإرغام الاحتلال على وقف إجراءاته التعسفية والعنصرية بحقهم من عزل انفرادي واقتحام لأقسام المعتقلات وتعذيب ومنع للزيارات داعياً لاستمرار الفعاليات الشعبية المساندة للأسرى في معركة الحرية والكرامة التي يخوضونها بكل ثبات وصمود لإجبار الاحتلال على وقف حربه الشرسة على الأسرى داخل المعتقلات.
المتحدث باسم منظمة أنصار الأسرى مجدي سالم أوضح أن الأسرى الستة الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية سطروا ملحمة صمود أسطورية في ظل المدة الطويلة لخوضهم هذه المعركة لنيل حريتهم وكرامتهم وانتزاعها من الاحتلال، مشيراً إلى مواصلة الفعاليات الشعبية لمساندة هؤلاء الأسرى والـ 5000 أسير الذين يعانون من ظروف اعتقال قاسية وإهمال طبي متعمد من الاحتلال ما يهدد باستشهاد عدد منهم في ظل حالتهم الصحية المتدهورة.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف شدد على أن الاحتلال يستغل صمت المجتمع الدولي وينكل بالأسرى وعائلاتهم في محاولة لكسر إرادة صمودهم الأسطوري، لافتاً إلى أن سلسلة من الفعاليات الشعبية ستنطلق خلال الأيام القادمة في قطاع غزة والضفة دعماً للأسرى ورفضاً لممارسات الاحتلال ولحث المؤسسات الدولية على التدخل العاجل لوقف سياسة القتل البطيء التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى وتطبيق اتفاقيات جنيف وتسريع الآليات القانونية لمحاكمة مجرمي الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية.
عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير المحرر أحمد أبو السعود أشار إلى أن الأسرى الستة المضربين عن الطعام يخوضون معركة العزة والكرامة من أجل نيل حريتهم ورفعوا شعار الحرية أو الشهادة، موضحاً أن أكثر من 750 أسيراً بحاجة لعمليات جراحية عاجلة وهناك المئات من الأسرى مصابون بأمراض مختلفة منها السرطان والقلب والكلي وفقر الدم بسبب سياسة الإهمال الطبي وظروف الاعتقال القاسية.