معامل الكونسروة في درعا تشكو ارتفاع التكاليف.. وغلاء «البندورة» حديث الموسم

سجلت أسعار المنتج الرئيس لمعامل الكونسروة في محافظة درعا وهو «معجون البندورة»، ارتفاعاً في أسعاره هذا الموسم, إذ وصل سعر الكيلو الواحد إلى 3000 ليرة وسطياً، مرتفعاً من 1500 ليرة في الموسم الماضي أي بنسبة ارتفاع بلغت 100%.
وعزا عدد من أصحاب معامل الكونسروة هذا الارتفاع إلى جملة من الأسباب، أبرزها ارتفاع أسعار محصول البندورة هذا الموسم، مضافاً إليه تضاعف فاتورة تكاليف الإنتاج وأبرزها المحروقات وأجور النقل والعمالة.
وقال أحد أصحاب المعامل في حديث لـ«تشرين»: إن أسعار منتجاتهم خاضعة لأسعار الخضر وخصوصاً البندورة التي شهدت هذا الموسم ارتفاعاً قياسياً، حيث تجاوز سعر كيلو البندورة العصيرية 500 ليرة، بينما كان يباع في الموسم الماضي بأقل من 200 ليرة والموسم الذي سبقه وصل إلى 50 ليرة فقط، لافتاً إلى إقدام بعض أصحاب المعامل على تخصيص مساحات من الأراضي إما ضمن المعمل أو بالقرب منه لزراعة محصول البندورة وتخصيص القسم الأكبر من الإنتاج لمصلحة المعمل لتأمين حاجته من المادة.
وأضاف: بالتوازي ارتفعت فاتورة المحروقات اللازمة للتشغيل هذا الموسم أضعافاً مضاعفة، فقد أدى النقص الحاصل في المحروقات المخصصة للمعامل إلى اضطرار أصحابها لشراء المادة من السوق بأسعار مرتفعة لضمان استمرار العمل ولو بالحدود الدنيا وعدم توقف عجلة الإنتاج، مشيراً إلى أن هذه الأسباب مع ارتفاع أجور النقل فرضت على الكثير من أصحاب المعامل تخفيض إنتاجهم والعمل بالحد الأدنى وبوردية واحدة أو ورديتين والاقتصار في الإنتاج على تأمين الطلبات لزبائنهم فقط.
وتنتشر معامل الكونسروة في مدن وأرياف المحافظة وخصوصاً في المناطق القريبة من الحقول المزروعة بمحاصيل الخضر وخصوصاً البندورة.
وبيّن مدير الصناعة بدرعا المهندس عماد الرفاعي أن 33 معملاً للكونسروة باشرت العمل هذا الموسم بدءاً من شهر تموز الماضي، ومن المزمع أن تواصل عملها حتى منتصف شهر تشرين الثاني بطاقة إنتاجية لهذه المعامل تتراوح بين 70 و200 طن يومياً.
ولفت الرفاعي إلى أن المديرية تعمل مع الجهات المعنية لتزويد منشآت الكونسروة بمستلزمات الإنتاج ولاسيما المازوت والفيول للتخفيف من أعباء تكاليف الإنتاج على أصحابها بما يضمن استمرارهم بالعمل وخصوصاً أن إنتاج هذه المعامل من «معجون البندورة» لاقى رواجاً في الأسواق المحلية واكتسب ميزة تنافسية في الأسواق الخارجية بسبب جودته العالية وشروط تصنيعه الخاضعة للمواصفات القياسية.
تبقى الإشارة إلى أن محصول البندورة يعد أحد أهم محاصيل الخضار المزروعة بدرعا التي تأتي بالمرتبة الأولى في زراعة وإنتاج البندورة المكشوفة بعروتيها الصيفية والتكثيفية، وحسب أرقام مديرية الزراعة فإن المساحات المزروعة فعلياً بالمحصول هذا الموسم تجاوزت 3500 هكتار، بإنتاج متوقع يصل إلى 377 ألف طن، ومن المتوقع أن تنخفض المساحات المزروعة بالمحصول خلال الموسم القادم أكثر من 400 هكتار حسب أرقام الخطة الزراعية الجديدة، بذريعة ترشيد استهلاك المياه المخصصة للري وتوفير استهلاك المحروقات والأسمدة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار