ازدادت نسبة الجريمة ومظاهر الفلتان الأمني والفوضى في مناطق سيطرة ميليشيا (قسد) المرتبطة بالاحتلال الأمريكي على الرغم من الانتشار الكثيف لحواجزها ومجموعاتها المسلحة ما يزيد الضغط على المدنيين في الجزيرة السورية.
وباتت أعمال السرقة والسلب والسطو المسلح وصولاً إلى جرائم القتل والتمثيل بالجثث ورميها في الأماكن المهجورة هاجساً يؤرق الأهالي الذين يقصدون المدينة للتزود بحاجياتهم خلال ساعات النهار في حين لا يمكنهم الخروج ليلاً من قراهم فكل الطرق وبكل الاتجاهات غير آمنة.
ونقلاً عن مصادر محلية وأهلية أكد مراسل «سانا» أنه خلال الأيام القليلة الماضية سجلت المحافظة حوادث جنائية وأمنية تثبت تدهور الواقع الحالي من أعمال سلب بوضح النهار عن طريق إقامة حواجز مفاجئة سيارة على الطرقات من قبل مسلحين تابعين لميليشيا (قسد) حيث أقدموا على سلب عدد من المواطنين أجهزة خلوية و مبالغ مالية بعد توقيف سياراتهم على الطرقات العامة.
وقبل يومين أشارت المصادر إلى أن مجهولين خطفوا مدنياً من أبناء حي الصالحية في مدينة الحسكة وعثر عليه مقتولاً ومقطعاً إلى أشلاء عند مقبرة حي غويران الأمر الذي أثار الخوف والذعر بين الأهالي في المنطقة وذلك بعد فترة قصيرة من إطلاق مجموعة مسلحة النار على شباب يستقلون سيارة على طريق الحسكة الهول أصيب خلالها اثنان منهم وتمكن السائق من الفرار وإسعاف رفيقيه وذلك على مرأى من الحواجز المسلحة لميليشيا (قسد) المنتشرة على الطريق المذكور.
وأضافت المصادر: إن عدداً من حوادث السرقة تتم عبر الدراجات النارية حيث يقوم لصوص بسرقة الحقائب النسائية والجوالات من المارة على مقربة من قوات ما يسمى الشرطة المحلية (الأسايش) إضافة إلى حوادث أخرى سجلت لنساء امتهن السرقة من محلات الصاغة والعديد من الفيديوهات التي نشرت تبين كيف تقوم النساء بالسرقة من هذه المحلات عدا عن تعرض فعاليات اقتصادية كبيرة للسرقة رغم أن حواجز الميليشيا لا تبعد عنها أمتاراً قليلة.
وبحسب المصادر فإن تفشي حالات الفلتان الأمني في مناطق سيطرة ميليشيا (قسد) ناتج عن تواطؤ مسلحي هذه الميليشيا مع مجموعات بدأت تأخذ شكل مجموعات منظمة ترتبط في النهاية مع مسلحين أو متنفذين من ميليشيا (قسد) تقوم بارتكاب جرائمها في وضح النهار دون خوف وقد سجل حيا النشوة الشرقية وغويران في مدينة الحسكة حادثتين منفصلتين لسرقة منزلين والاعتداء بالضرب على امرأة طاعنة بالسن في أحد المنزلين وترافقت هذه المظاهر مع انتشار كبير للحبوب المخدرة التي باتت تجارة رائجة في ظل انعدام الضوابط واختفاء القانون.
وفي لقاءات مع المراسل اعتبر الأهالي أن أعمال الفوضى وعدم الاستقرار وانتشار السلاح بشكل غير قانوني سبب رئيسي لاستسهال الجريمة في مناطق سيطرة الميليشيا التي لا تعنيها المنطقة أساساً وهي من يشجع ويحث على الفوضى.
ولفت الأهالي إلى عدم وجود أي متابعة أو تدقيق فحواجز السلب والسطو تظهر فجأة على الطرقات خاصة على طريق الحسكة الجنوبي الواصل إلى دير الزور وطريق الحسكة الجنوبي الغربي الواصل إلى محافظة الرقة وحتى حافلات النقل الجماعي تتعرض لأعمال السطو والسرقة حتى توقف الغالبية منها عن السير ليلا والانتظار حتى ساعات الصباح لإكمال مسيرها.
واعتبر الأهالي أن من الأسباب الرئيسية لانتشار هذه المظاهر تسلط ميليشيا (قسد) على كل قطاعات الحياة ومرافقها في المنطقة وما يهمها هو جمع الأتاوات واعمال السرقة والنهب من قبل ما يسمى “قيادة” في ميليشيا (قسد) والاختفاء بشكل مفاجئ بعد سرقة أموال طائلة بالعملات الصعبة فخلال الأيام القليلة الماضية سجلت أكثر من حادثة لفرار قيادات لدى هذه الميليشيا باتجاه الأراضي التركية وآخرين فروا إلى العراق بعد نهب أموال طائلة.