مخترعون شباب في المخيم الوطني الأول للمبدعين
كان التفوق والإبداع من السمات الرئيسة التي على أساسها تم قبول المشاركين والمشاركات في المخيم الوطني الأول للمبدعين الشباب، لطلاب مرحلة التعليم الأساسي الحلقة الثانية، والذي اختتم نهاية الأسبوع الماضي، واحتضنته على مدى خمسة أيام مدرسة الروضة المختلطة الثانية في منطقة الزبداني بريف دمشق بمشاركة 100 شاب وشابة من جميع فروع المحافظات لاتحاد شبيبة الثورة.
ولأن التفوق مهم في حياة الشباب الذين يعول عليهم في المستقبل ليكونوا إحدى أدوات لإعادة البناء والإعمار، تابعت «تشرين» خلال وجودها في المخيم بعض المتفوقين الذين عبّروا عن فرحتهم بالتفوق ومشاركتهم في المخيم.. فالشابة سناء محمد أحمد من فرع طرطوس الحائزة على العلامة التامة في شهادة التعليم الأساسي من الأوائل على سورية بعلامة 3100 أكدت لـ«تشرين» أنها وضعت منذ بداية العام الدراسي هدفاً لها لتكون من بين الأوائل على مستوى الوطن، والحاصلين على العلامة الكاملة، ولذلك لم تقم بتأجيل أي دروس لها خلال فترة العام الدراسي، وحددت كما تقول كل يوم برنامج كي لا تتراكم الدروس، كما عملت على إجراء مراجعة أسبوعية لما قامت به خلال الأسبوع، معتمدة على تحديد كمية معينة للدراسة يومياً، وتحرص على إنجازها من دون أي تأخير أو تأجيل لذلك.
تضيف أحمد: اتبعت خلال شهر الصيف دورة لبعض المواد الأساسية، وحرص أساتذتي على مساندتي في مدرسة المتفوقين الأولى في طرطوس إلى جانب وقوف أهلي إلى جانبي لتأمين جميع متطلباتي، ولم يبخل المدرسون في تقديم النصح والمشورة من أجل التفوق، وشاركوني فرحة النجاح والتفوق.
وعن تفوقها قالت: كنت متوقعة أن أكون من بين الأوائل على سورية، لكنني كنت أخشى فقدان بعض الأجزاء العشرية من العلامات، وفي مدرستنا حصل خمسة من الطلبة على العلامة التامة، وكانت إدارة المدرسة تشجعنا باستمرار وخاصة مدير المدرسة الأستاذ عبد الرحمن عربا، الذي كان يردد بشكل دائم (حاطط فيكم أمل 3100) ونحمد الله أننا لم نخيب ظنه.
وحين تلقيت النتيجة كنت في بيت جدي، فانهمرت دموع الفرح من قبل العديد من أفراد أسرتنا، وتفوقي هذا يدفعني للاستمرار، ويحملني مسؤولية كبيرة لأبقى على هذا الطريق، وأتطلع مستقبلاً لأكون ضمن الفريق الوطني للأولمبياد العلمي.
أما دعوتي للمخيم فكانت نتيجة تفوقي الدراسي، إضافة لكوني من الموهوبين في العزف على آلة الكمان.
كان المخيم جميلاً وأجواؤه رائعة تعرفت خلاله إلى الكثير من الأصدقاء، وتبادلنا الأحاديث والحوارات الغنية عن المواهب والتراث والعادات والتقاليد.
بينما وصف المخترع الشاب عبد الرحمن حيجي من فرع دير الزور لاتحاد شبيبة الثورة اختراعه بأنه صديق للبيئة، من خلال جهاز قابل للاستخدام لجميع السيارات التي تعمل على البنزين والديزل ويستخدم الماء كطاقة بديلة معتمداً على غاز الهيدروجين، بغية الاستفادة من الهيدروجين المنفجر، وعبر تحليل الماء بتيار كهربائي من شاحن استطاعته 12 فولتاً، الأمر الذي يوفر 50% كحد أدنى من المادة المستخدمة.
أضاف حيجي: يتم تركيب الجهاز على الدراجة النارية ووصله بـ (الكربراتور) ليقوم بضخ غاز الهيدروجين مع البنزين، ما يسهم في زيادة نشاط الآلية، وعودة القوة الأصلية لمحرك السيارة، وتنظيفه من الداخل، وزيادة نشاط السيارة ليصبح عزمها أقوى، ويمد بعمر المحرك فترة زمنية أطول، وأسعى في الأيام المقبلة لتصميم روبوت آلي، كما لدي جهاز آخر للاستفادة من غاز الهيدروجين المشتعل للتعويض عن مشكلة الغاز المنزلي.
ولتأكيد نجاح الجهاز قمت بتجربته على دراجة والدي، التي كانت تستهلك ليتراً من البنزين عند قطع 20 كيلو متراً، وبعد وضع الجهاز أصبحت تقطع 48 كيلو متراً بليتر واحد من البنزين.
كما قدم حيجي شرحاً عملياً عن فكرته حول صنع جهاز يستخلص الهيدروجين المنفجر من تحليل الماء بتيار كهربائي استطاعته 12 فولتاً، بهدف الاستفادة منه في الحياة العملية.
ويشعر حيجي بالسعادة لتشجيع وزير التربية د. دارم طباع له حين استقبله في مكتبه، وكذلك أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي ومحافظ دير الزور، ورئيس اتحاد شبيبة الثورة.
بدوره حسن أحمد حسن من فرع طرطوس لاتحاد شبيبة الثورة تحدث عن صناعة كاوٍ للّحام يعمل على شاحن بطارية 12 فولتاً جاءت فكرة اختراعه من باب الحاجة لكاوٍ حين ينقطع سلك الليدات، وضرورة إعادة لحمها من جديد، ولعدم إمكانية شراء كاوٍ، وكنت أعلم أن الرصاص ناقل جيد، فاستفدت من هذه الميزة والفكرة وطبقتها في صناعة الكاوي الذي يوفر طاقة كهربائية، ويوفر سعر الكاوي الجديد، وتكلفته زهيدة جداً، لأنه يعتمد على قلم رصاص مبري من الجهتين، ويتم وصل أسلاك لهما من الأعلى والأسفل باتجاه شاحن 12 فولتاً ويتم العمل به كأنه كاوٍ للّحام.
أما سعد سامر الجراد من فرع دير الزور، فتعتمد فكرته على الاستفادة من جريان مياه نهر الفرات، الذي يمكن أن يولد تياراً كهربائياً لمدينتي الرقة ودير الزور والأرياف المحيطة بهما، مضيفاً : بعد الحرب على سورية صار هناك تخريب كبير قام به الإرهابيون لشبكات الطاقة، وأصبح لدينا نقص واضح في هذا المجال، وفي آخر رصد لسرعة جريان نهر الفرات كانت 22 عقدة في الثانية، ويمكن الاستفادة من جريان النهر بتركيب عنفات تدور بفعل الجريان لتوليد الطاقة الكهربائية لتخفيف الضغط عن الثروات الباطنية، كما توفر الطاقة الكهربائية بشكل كبير، مع دوران آلي، وتالياً الاستفادة من الرياح بشكل دائم لتوليد الطاقة الكهربائية، وقد جربت ذلك على محرك صغير في دير الزور.
في هولندا الآن يخترعون عنفات كبيرة يتم تركيبها بآلات تدعى البطريق، ومن الممكن العنفات نفسها تستعمل على نهر الفرات.
أما جعفر العاصي من فرع حلب لاتحاد شبيبة الثورة، فقدم نفسه كموهبة فنية تعنى بالتراث والطرب الأصيل، من خلال مجموعة من الأغاني التي لاقت تقدير وزير التربية والحضور، وقال جعفر: منذ الصغر كنت حريصاً على تنمية موهبتي بمساعدة المختصين، وأطمح للمزيد من التفوق في هذا المجال وغيره.