يبدو أن الرأي العام والصحافة وأحزاب المعارضة في تركيا متفقون على خطورة التدخل في أفغانستان، فها هي دولة بحجم الولايات المتحدة وقدراتها تنسحب من الساحة الأفغانية، فما بالنا بدولة مأزومة ومضطربة بفعل سياسات حزب “العدالة والتنمية” الفاشلة ..؟
بهدف التغطية على إخفاقاته الداخلية يسعى رئيس النظام التركي رجب أردوغان إلى التمدد خارج البلاد والتدخل في شؤون الدول المجاورة، فبعد تدخلاته السلبية في دول المنطقة للتغطية على فشله في ملفات داخلية ، ها هو يحاول التمدد في أفغانستان هذه المرة.
وفي هذا السياق تصاعدت الدعوات الشعبية والسياسية في تركيا لإجلاء القوات التركية فوراً من أفغانستان، بعد التطورات المتسارعة هناك وسيطرة حركة طالبان على غالبية أراضي البلاد، بما فيها العاصمة كابول.
وقالت زعيمة حزب الخير المعارض ميرال أكشنار في “تغريدة” على موقع “تويتر”: “يريدون إبقاء الجنود الأتراك في أفغانستان.. هل بقيت أفغانستان حتى يبقى جنودنا؟ توقفوا عن الهراء واسحبوا جنودنا من هذا المستنقع حالاً وعلى الفور”.
بينما شن فايق أوزتراك الناطق الرسمي باسم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية، هجوماً عنيفاً على أردوغان، مطالبا إياه بسحب القوات التركية بأقصى سرعة من أفغانستان.
وقال خلال مؤتمر صحفي: ليس هناك اختلاف في المعتقد بين أردوغان وطالبان، ولهذا يمكن له أن يجتمع مع زعيم طالبان..
مضيفاً: يواصل أردوغان التودد إلى حركة طالبان عبر باكستان، إن كان لك عمل في أفغانستان فلتكن مسؤولاً عن ذلك، لترسل رجالك الذين يقولون سنموت من أجلك.
وتحدث موقع “سكاي نيوز عربية” مع مصدر في قيادة حزب الشعوب الديمقراطي، عن مخاطر تورط أنقرة في “الرمال المتحركة” الأفغانية. فقال قيادي تركي معارض فضل عدم ذكر اسمه: “كل هذا بدلاً من العمل على حل المشكلات العاصفة بتركيا، التي شاهدنا كيف فشلت حكومة أردوغان أمامها، مثل التعاطي مع كوارث الحرائق والفيضانات، كونها منشغلة بتنفيذ أجندات الرئيس التوسعية ومشاريعه الخارجية للهيمنة وبسط نفوذه، وذلك على حساب الأزمات الداخلية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وينتقد معلقون أتراك على منصات التواصل الاجتماعي، ما يعتبرونها نزعات حكومة العدالة والتنمية المتغطرسة والمنفصلة عن الواقع عبر تصور نفسها كشرطي إقليمي، في حين أنها عاجزة عن ترتيب بيتها الداخلي حيث تعيش أزمات متداخلة ومعقدة.