جرحى الوطن والتنافس الرياضي

رياضة خاصة لا كالرياضات.. أبطالها لم تصقل خبراتهم ومواهبهم الملاعب والصالات ولا دربتهم الأندية والفرق.. بل أنجبتهم وصاغتهم ساحات الشرف والكرامة, وقدمتهم بكل فخر لهذا المجتمع كشهداء أحياء، إنهم جرحى الوطن من الجيش العربي السورية والقوات الرديفة وقوى الأمن الداخلي جمعهم حب الوطن والذود عن حياضه في معارك البطولة والفداء، والآن يجتمعون مرة أخرى, وبمباركة وطنية وجهود تنظيمية كبيرة من مشروع جريح الوطن والاتحاد الرياضي العام للمنافسة والتحدي في دورة ألعاب جريح الوطن الرياضية الأولى التي ستقام في مدينة الأسد الرياضية في اللاذقية, ولمدة خمسة أيام بتاريخ 20 – 25 من شهر آب الحالي متضمنة هذه الدورة مجموعة من الألعاب الرياضية كالسباحة والتنس وكرة الطاولة وكرة السلة وألعاب قوى وألعاب القوة البدنية بما يتناسب مع أوضاعهم الصحية والجسدية، وإنّ مشاركة 92 جريحاً إلى جانب مشاركات عربية ودولية سيعكس الطابع الحضاري والإنساني لهذه الدورة, ويعطيها أهمية على جميع الصعد الداخلية والخارجية ويعزز حضورها, وتكرار إقامتها بشكل دوري باعتبارها تقام لأول مرة في سورية وضمن الإطار الوطني الإنساني الاجتماعي وسيكون نظامها مشابهاً لنظام البطولات الدولية والعالمية، فالشكر كل الشكر للقائمين على مشروع جريح الوطن ولأياديهم البيضاء وللاتحاد الرياضي العام الذين أعادوا الثقة والأمل في نفوس هؤلاء الأبطال وعززوا إيمانهم القوي بما قدموه للوطن من تضحيات عن قناعة راسخة سهّل عليهم تبعات الإصابة والعجز الجسدي وشجعهم على الاندماج مجدداً في المجتمع وإكمال مسيرة الحياة كمواطنين عاديين وفاعلين فيه ولهم حقوق وعليهم واجبات وضرورة أن يستثمروا هذه الثقة والروح المعنوية العالية لديهم قدر الإمكان في مكانها المناسب كالرياضات الخاصة التي تناسب أوضاعهم الجسدية, وعلينا أن نسعى جميعاً لمساعدتهم على تحقيق أي طموح أو أمنية مستقبلية لديهم، نتمنى لهؤلاء الجرحى الأبطال الشفاء والنجاح, وأن تكون هذه الفعالية وهذه اللفتة الكريمة من القيادة الرياضية وأولي الأمر تأسيساً لثقافة اجتماعية وإنسانية خيّرة ومعبرة عن مشاعر الحب والتقدير لكل مواطن يسعى إلى العطاء والتضحية وإنكار الذات وتقديم الغالي والنفيس في سبيل الوطن وحمايته وتقدمه وازدهاره.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار