التسويق الإلكتروني .. المجال الأوسع للعمل وزيادة الإنتاج
يعدّ التسويق الالكتروني أشهر أنواع التسويق في الوقت الحالي، نظراً لانتشار التكنولوجيا الحديثة، ويعرف أيضاً باسم التسويق الرقمي عبر الشبكة، ويشمل جميع الأساليب والممارسات ذات الصلة بعالم التسويق عبر شبكة الإنترنت، وهو سهل ومتاح في ظل توافر الإنترنت، وما يتبعه من وجود وسائل تواصل اجتماعي متاحة للجميع تقريباً، وبأقل التكاليف المادية والمعنوية المتعلقة بالجهد المبذول.
نورهان طالبة جامعية تحب التسوق عبر الإنترنت، تتحدث عن سبب ميلها إلى هذا النوع من التسوق، برغم أنها كانت تفضل الذهاب إلى المحلات سابقاً، فالطلب عبر الإنترنت وفقاً لرأيها أوفر وثمن القطعة معروف، ويترتب علينا دفع تكلفة شحنها، في حين عند شرائها من السوق مباشرة ستكون التكلفة التي سندفعها للشحن هي نفسها التي ستترتب علينا نفقات المواصلات للوصول لمكان التسوق.
وتقول رندة التي افتتحت مشروعاً خاصاً لبيع المنتجات عبر «الفيس بوك»: أصنع منتجات غذائية قابلة للتخزين «مؤونة», وأقوم بحفظها ضمن شروط صحية، وأعرضها على الصفحة، ومن خلال الأصدقاء والمتابعين أقوم بتصريف أكبر كمية من المنتجات، والبعض من متابعي الصفحة يطلب أصنافاً معينة أقوم بإعدادها، ويتعاون معي أخوتي على تلبية طلبات التوصيل إلى أقرب نقطة، وأحياناً نقوم بالشحن بالاتفاق مع شركات لنقلها بين المحافظات، مضيفة، المستقبل للتسوق عبر الإنترنت، فهي أفضل من التقليدي ومن دون عناء يقوم الزبون بالسؤال عن السلعة لتؤمن له خلال فترة قصيرة.
د. سنان علي ديب الخبير الاقتصادي بيّن أن التسويق الإلكتروني أصبح أساسياً في الدول المتطورة، سواءً بالبيع المباشر أو التسويق خارج الحدود، في ظل التطور التقني، ومن نحو عقد بدأ بالانتشار في دول المنطقة، ومنها بلدنا لتأخذ حيزاً معيناً، ولكنه لم يشكل نسبة مسيطرة بالنسبة التقليدية، وفي ظل جائحة “كورونا” كانت تسهل العمل لتجاوزها الاحتكاك واختصاراً للزمن، ولكن يبقى لها بعض السلبيات وخاصة لدينا، منها الثقة، البيئة التشريعية الناظمة والمكرسة للثقة، ضعف البنية التحتية، ولكنها كما نجد في طور الانتشار الأفقي والعمودي، وفتح فرص عمل وخاصة في مجالي التسويق والترويج.
بدوره المهندس محمد خير لبابيدي خبير التنمية البشرية، بيّن أن تقنيات التسويق الإلكتروني تسمح بتطوير العلاقة مع الزبائن إلى مستوى عال، فالتفاعل المتواصل بين البائع والعملاء متاح، والتسويق الإلكتروني يضمن الحصول على عملاء جدد، لتحقيق الفائدة القصوى للبيع، شريطة أن يكون ذلك ضمن قوانين سهلة وناظمة، تضمن عدم تعرض الزبائن لعمليات نصب واحتيال، الأمر الذي يتطلب من المسؤول عن التسويق عبر الموقع الإلكتروني الحصول على إجازة ممارسة البيع عبر الإنترنت، وهذه الإجازة تضمن معرفة الزبائن بالبائع ومواصفات البضائع، وطريقة الحصول عليها، والدفع وضمان جودة البضاعة، كذلك تضمن هذه الإجازة للزبائن أن يكونوا قادرين على اكتشاف وسيلة للاتصال بالمسؤول عن الموقع الخاص بعرض البضائع والترويج لها، ولكن نكرر أنه يجب أن تكون شروط الحصول على هذه الإجازة سهلة، وميسرة وبعيدة عن التعقيد والروتين.
ومن وجهة نظرنا نعتقد أن التسويق الإلكتروني سيكون هو المجال الأوسع للعمل في المستقبل القريب، لأنه يضمن عامل السرعة والسهولة، وإمكانية الحصول على أي معلومة تخص المنتج أو الخدمة، كما يضمن اقتناء السلعة والحصول عليها في زمنٍ وجيز.
ويضمن لأي مسوق الترويج لسلعته وبيعها متخطياً بذلك الحدود الإدارية لمكان تواجده، وليدخل بسلعته حدود العالمية التي تضمن على الأقل رواجاً أكثر لتلك السلعة أو الخدمة, باختصار فإن التسويق الإلكتروني جعل الحصول على السلعة أو الخدمة ممكناً من دون التقيد بالزمان أو المكان كما أنه فتح المجال أمام الجميع للتسويق لسلعهم أو خبراتهم بدون التمييز بين الشركة العملاقة ذات رأس المال الضخم وبين الفرد العادي أو الشركة الصغيرة محدودة الموارد.
ولا ننسى أنّ آليات وطرق التسويق الإلكتروني تتميز بالتكلفة المنخفضة والسهولة في التنفيذ، مقارنةً بآليات التسويق التقليدي، ولن ننسى بالطبع إمكانية تكييف نفقات تصميم المتجر الإلكتروني، والدعاية له وإشهاره بصورة مجانية، وتوجيهه للشرائح المستهدفة فقط، وبمقابل مادي وفق الميزانية المحددة له، في حين يبدو من الصعب تطبيق مثل هذه الآليات على النشاط التجاري التقليدي.