شهد لبنان فجر اليوم، فصلاً جديداً من فصول الموت الكارثي، في فاجعة اعتبرها البعض بأنها الأسوأ منذ انفجار مرفأ بيروت في 4 آب قبل سنة.
فقد أدّى انفجار صهريج بنزين، في بلدة التليل في عكار شمال لبنان، إلى سقوط عشرات الضحايا والمصابين، بعضهم في حال حرجة للغاية.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أن آخر حصيلة للضحايا، بلغت 22 قتيلاً و79 جريحاً.
في حين وجه وزير الصحة اللبناني، حمد حسن، نداء لإجلاء الجرحى إلى خارج لبنان.
وجاء في بيان أصدره الجيش اللبناني: إنه بتاريخ 15 آب، قرابة الساعة الثانية فجراً، انفجر خزان وقود داخل قطعة أرض تستخدم لتخزين البحص في بلدة التليل- عكار، كان قد صادره الجيش لتوزيع ما بداخله على المواطنين، ما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات بين مدنيين وعسكريين.
وأكد الجيش أن التحقيقات بوشرت بإشراف القضاء المختص لمعرفة ملابسات الانفجار، لافتاً إلى أن مديرية المخابرات أوقفت قيد التحقيق المدعو (ر.أ) ابن صاحب قطعة الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود.
وذكرت معلومات صحفيّة، أنّ ظروف حصول الانفجار وملابساته لا تزال غير واضحة، بانتظار نتائج التحقيقات والاستماع إلى إفادات المصابين، الّذين كانوا بأغلبيّتهم ممَّن تجمّعوا حول خزّان المحروقات لتعبئة البنزين منه.
في غضون ذلك، توالت ردود الأفعال على الحادث، إذ دعا رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للدفاع ظهر اليوم في قصر بعبدا، للبحث في تداعيات حادثة انفجار صهريج الوقود في عكار.
من جهته، علّق رئيس مجلس النواب نبيه بري، على الفاجعة الّتي أصابت عكار وبلدة التليل، بالقول: فجر أسود جديد في تاريخ لبنان واللبنانيّين، وهذه المرّة من عكّار الحرمان.. من بلدة التليل الّتي فُجعت وفُجع معها كلّ اللبنانيّين بسقوط العشرات من خيرة أبنائها وأبناء عكار شهداء والمئات من الجرحى.
أما رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، فقد شدد في بيان، على أنّ ما حصل في بلدة التليل في عكار هو مأساة إنسانيّة، تسبّب بها الفساد الّذي بدأ ينهش الكرامة الإنسانيّة، بعد أن قضى على مقدّرات الوطن.
وأوعز دياب إلى الوزراء المعنيّين الاستنفار الكامل. كما طلب من الهيئة العليا للإغاثة العمل فوراً على تقديم كلّ مساعدة ممكنة.