“طالبان” في كابول أمام مرأى أمريكا

المستجدات على الأرض الأفغانية تتحدث عن ذاتها، مع التساقط الدراماتيكي والسريع للولايات الأفغانية بيد حركة “طالبان” المتشددة، بعدما أشار البعض إلى أن سيطرة الحركة على العاصمة كابول يحتاج إلى أسابيع، يقف المجتمع الدولي والأفغاني أمام صدمة دخول الحركة العاصمة، لترتسم ملامح المرحلة الأفغانية المقبلة بدقة.

وفي السياق صرح القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني، عبد الستار ميرزاكول، في تصريح مسجل نشرته قناة “طلوع نيوز” الأفغانية بأن كابول لن تتعرض لهجوم وسيتم تسليم المدينة إلى “طالبان” سلمياً، مشدداً على أن القوات الأمنية لا تزال تعمل على ضمان الأمن في العاصمة.

ونقلت “رويترز” عن مسؤول في القصر الرئاسي الأفغاني أن الرئيس أشرف غني يجري الآن محادثات طارئة مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد ومسؤولين كبار في حلف “ناتو”.

في الوقت نفسه، قال مسؤول أفغاني لوكالة “أسوشيتد برس”: إن “طالبان” أرسلت وفداً إلى القصر الرئاسي للتفاوض على نقل السلطة في البلاد، وأكدت وسائل إعلام أخرى صحة هذه الأنباء.

وكانت الداخلية الأفغانية قد أعلنت اليوم أن مسلحي “طالبان” بدؤوا بدخول العاصمة كابول من جميع الاتجاهات.

وأكدت وكالة “نوفوستي” الروسية أن مسلحي الحركة استولوا على جامعة كابول غرب المدينة ورفعوا أعلام حركتهم فوق أحد أحياء العاصمة على الأقل، وسط أنباء عن إخلاء المباني الحكومية على وجه الاستعجال من المسؤولين.

من جهتها، أعلنت “طالبان” في بيان صدر عنها أنها أمرت قواتها بـ”الوقوف عند أبواب كابول” دون محاولة دخول المدينة، بهدف تفادي العنف، مشددة على أنها “لا تريد دخول المدينة بالقوة والحرب بل بسلام”، مشيرة إلى أن التفاوض جار على إطلاق عملية انتقالية وتسليم كابول إليها، محملة إدارة الرئيس غني المسؤولية عن أمن المدينة.

وفي السياق، أفادت وكالة “أسوشيتد برس” نقلاً عن مسؤولين أن حركة “طالبان” باتت تسيطر على جميع المعابر الحدودية في أفغانستان، ولا يمكن مغادرة البلاد إلا عبر مطار كابول.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت “طالبان” سيطرتها على عاصمة ولاية ميدان وردك وسط أفغانستان، بالتزامن مع السيطرة على مدينة جلال آباد شرق أفغانستان، عاصمة إقليم ننغرهار وإحدى أكبر المدن في البلاد.

كما أعلنت الحركة سيطرتها على مطار مديرية شيندند بولاية هرات والاستيلاء على مروحيات وأعداد كبيرة من المدرعات والعربات العسكرية هناك.

تأتي هذه التطورات الميدانية بالتزامن مع مواصلة الولايات المتحدة عملية إجلاء طاقم سفارتها من العاصمة الأفغانية.

بدوره، أشار مسؤول في حلف “ناتو” للوكالة إلى أن العديد من موظفي دول الاتحاد الأوروبي انتقلوا إلى موقع أكثر أمناً في كابول في ظل تقدم “طالبان”.

وتستعد بريطانيا لإجلاء سفيرها من أفغانستان وسحب دبلوماسيها من هذا البلد.

إلى ذلك، أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو تعمل مع شركائها على عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن أفغانستان.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار