مرحلة جديدة
يعتري قلوب المواطنين أملٌ كبير بصدور مرسوم تشكيل الوزارة وحدوث تغيير إيجابي في أداء وآلية عمل جهازنا الحكومي بما يخفف من وطأة الأزمات المحيطة بحياتنا اليومية, والتي بات الجميع يعرف أسبابها، والأغلبية ينظرون في طرق حلها.
أكثر ما يهمنا في هذه المرحلة الدقيقة هو وجود استراتيجيات وإرادة فعالة من قبل السادة الوزراء لحلحلة الأمور ووقف الشعور باليأس من قبل المواطنين باستحالة عودة حياتهم إلى ما كانت عليه قبل الحرب الإرهابية على بلدنا، وأن يرتقي عمل مؤسساتنا وجهاتنا العامة إلى مستوى البطولات التي قدمها جيشنا البطل في التصدي لقوى الظلام التي اتحدت ضد وطننا..
وهنا لا بدَّ أن تقسم محاور عمل حكومتنا إلى أمرين: الأول آني تكتيكي، يتمثل في تأمين الاحتياجات اليومية للمواطنين من دون منغصات أو ازدحامات تفتح الباب أمام تجار الأزمات، وأهمها الخبز والمحروقات التي أصبحت لها أسواق ملونة بكل ألوان الطيف برغم التهديد والوعيد من قبل الجهات الرقابية، وكذلك أزمة الكهرباء التي انعكست على الكثير من مجريات حياتنا اليومية, وتولدت على إثرها مشكلات يومية على رأسها تأمين المياه.
أما الأمر الثاني: فهو استراتيجي طويل الأمد يضع في الحسبان مستقبلنا الاقتصادي والمعيشي والخدمي كأولويات، ويركز على زراعتنا وصناعتنا وجميع قطاعاتنا الوطنية التي أثبتت طوال الفترة الماضية أنها ملاذنا الأخير, والركن الأهم في أمننا الوطني والقومي، لذلك لا بدَّ من وضوح استراتيجيات جهاتنا العامة وتكاملها وتمتعها بالديناميكية والمرونة تبعاً للظروف.
ما صرّح به وزير التجارة الداخلية الجديد الدكتور عمرو سالم عن نيته وضع حد لجميع الأزمات التي يعيشها المواطن اليوم وعلى رأسها الخبز والمحروقات بطريقة حضارية لا يشوبها الفساد والترهل، وعن استعداده لتلقي الشكاوى والعمل على معالجتها أمر ننتظره ونتمنى أن يطبق على أرض الواقع بعيداً عن التجارب غير مدروسة النتائج «كما حصل سابقاً»، وهذا أمر غير مستحيل شرط القضاء على شبكات الفساد والاحتكار، والاستغناء عن المستويات الإدارية المترهلة المشاركة في كثير من الأحيان في خلق بعض الأزمات.