كيف نزيد المهارات الاجتماعية عند أطفال التوحد ..؟!
تعد مهارات الحياة اليومية المحور الأساس لعمليات التعلم، وهي أهم المهارات التي يجب البدء بها لتدريب وتعليم الأفراد المصابين بالتوحد، ومن دونها لا يستطيع هؤلاء الأفراد أن يمارسوا أياً من النشاطات اليومية، فالهدف من تعليم الطفل المصاب بالتوحد المهارات الاجتماعية هو أن يقوم بتلبية احتياجاته اليومية في مختلف الجوانب بأقصى حد ممكن من الاستقلالية، وبما يتواءم مع قدراته واحتياجاته.
وعن خطوات تعليم الأطفال المصابين بطيف التوحد المهارات الاجتماعية تحدثت د. غانا حسن- كلية التربية اختصاص «توحد»، مبينة أن المهارات الاجتماعية ضرورية لطفل التوحد، لأنها تسهم في زيادة التفاعل الاجتماعي، وتتضمن أربع نقاط أساسية، هي وجود تواصل بصري مناسب للطفل، وتطوير وفهم التواصل غير اللفظي، ومشاركات اجتماعية كتكوين الصداقات، وتعليم الطفل الآداب الاجتماعية مثل إلقاء التحية – الوداع – المجاملات – الشكر وغيرها.
ويواجه طفل طيف التوحد صعوبة في التواصل الاجتماعي، حيث يعد القصور في التفاعل الاجتماعي من أكثر الأعراض دلالة على وجود اضطراب التوحد، ويتجلى ذلك في الكثير من المظاهر، مثلاً: يبتعد الطفل عن إقامة علاقات اجتماعية مع غيره، وقد لا يرغب بصحبة الآخرين ولا يبادلهم مشاعر الحب والعطف ولا يستجيب لانفعالات الوالدين أو يبادلهما المشاعر نفسها، وهناك الكثير من المظاهر التي يمكن أن تشير إلى وجود خلل في جانب التواصل الاجتماعي عند أطفال التوحد، ونستطيع أيضاً أن نقول بالإضافة إلى كل هذه المؤشرات، إن طفل التوحد يعاني من ضعف الاستجابة للآخرين، الناتج عن عدم قدرته على فهم واستخدام اللغة بشكل سليم، وقصور شديد في التواصل مع الآخرين.
وأشارت د. حسن في معرض حديثها إلى أنه ليس كل أطفال التوحد بالشدة ذاتها في ضعف الجانب الاجتماعي، فهناك البعض من هذه الفئة يرفضون ويتجنبون أشكال التواصل والاحتكاك الجسدي، بينما نجد مجموعة أخرى من الأطفال لديهم قصور في التفاعل الاجتماعي، لكنهم يمكن أن يتقبلوا محاولة الاقتراب من الآخرين ويمارسوا الأنشطة معهم.
وأوضحت د. حسن أننا قبل البدء بتعليم طفل التوحد المهارات الاجتماعية، هناك مسألة تعديل السلوك، فهناك بعض الأطفال لديهم بعض السلوكيات الخاطئة وغير المقبولة، منها نوبات الغضب والعدوانية والسلوكيات النمطية، أي ليس لديهم انتباه أو تواصل، وهنا يجب علينا كمختصين تقديم برامج خاصة للتخلص من هذه السلوكيات الخاطئة وتعديل سلوك الطفل، وبناءً على توصيات الفريق المختص بالكشف والتشخيص وإعداد البرامج لأطفال التوحد يتم تصميم البرامج، بعد أن يكون هناك تشخيص دقيق وتحديد جوانب القصور، حيث يبدأ العمل بعد دراسة معمقة لجوانب القصور الاجتماعي عند الطفل، وما هي الجوانب التي يجب تنميتها؟ وغالباً الجوانب تركز في البداية على تعلم الطفل المهارات الاستقلالية الذاتية وتسمى مهارات العناية بالذات، وتكون فيما يخص الأكل – الشرب – النظافة – وأيضاً المهارات الاجتماعية بالتواصل مع الآخرين.
وبينت د. حسن أننا نستطيع تنمية المهارات الاجتماعية لدى طفل التوحد، لأن المهارة الاجتماعية تعد بوابة عبور الطفل إلى عملية التفاعل مع المجتمع، حيث يعد التواصل والتفاعل الاجتماعي، والقدرة على مشاركة الآخرين عوامل مهمة وضرورية لنمو العلاقات الاجتماعية للطفل في المراحل المبكرة، وأيضاً تعد أحد المؤشرات المهمة في الصحة النفسية، فكلما بدأنا بتدريب طفل التوحد بسن مبكرة كان ذلك أفضل، وتالياً نحن ننطلق من أهمية التدخل والكشف المبكر عن وجود خاصية بالدماغ، وهي المرونة الدماغية التي يستطيع من خلالها الطفل تعلم الكثير من المهارات والسلوكيات.