«كانتشار النار في الهشيم »
تتحول جوانب الطرقات في المناطق الريفية في اللاذقية، إلى ما يشبه الغابات مع قدوم فصل الربيع وهطول الأمطار، حيث تنمو الأعشاب الطويلة وأدغال القصب و(الهشير)، وتؤدي إلى تضييق الطرقات الضيقة أصلاً، ما يسبب صعوبة في الحركة المرورية، وكذلك وقوع بعض الحوادث نتيجة حجب تلك النموات للرؤية وخاصة على المنعطفات، وتصبح تلك الأماكن مرتعاً للقوارض وكذلك مخبأً لبعض الحيوانات والأفاعي الخطيرة .
ومع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة تتعرض تلك الأعشاب والنموات الخضرية للجفاف واليباس فتصبح مصدراً خطراً جداً لانتشار الحرائق، إذ تصبح قابلة للاشتعال بسرعة فائقة، وتنطبق عليها المقولة « كانتشار النار في الهشيم» ولا تحتاج سوى لشرارة صغيرة، وفي كثير من الأحيان كانت الأعشاب على جوانب الطرقات هي السبب الرئيس في وقوع حرائق كبيرة وخسائر فادحة بسبب أعقاب السجائر التي ترمى من السيارات العابرة أو بسبب شرارات كهربائية ناتجة عن وقوع أو ارتطام أو تماس الأسلاك الكهربائية، وتزداد الخطورة عندما يقوم البعض من المهملين وعديمي الحس بالمسؤولية برمي القمامة بمختلف أنواعها على جوانب الطرقات.
وهنا لا بدّ من التنويه بأن ما سبق أيضاً ينطبق على قنوات الري المكشوفة التي باتت تغطيها الأعشاب والنموات المختلفة من الأشجار والشجيرات والقصب والتي تكاد تخفي معالمها، وتحولت إلى مكان لرمي القمامة من المنازل المجاورة لتلك القنوات، ما يؤدي عند بداية موسم السقاية وفي موسم الأمطار إلى فيضان المياه على الأراضي الزراعية وتخريب محاصيلها بسبب انسداد القنوات بأكوام القمامة والنفايات، وأيضاً تتحول إلى مرتع خصب لنمو وتكاثر البعوض والحشرات الضارة.
وتالياً لا بدّ من التأكيد على البلديات التي تتبع لها الطرق الريفية ، وكذلك الجهات المسؤولة عن قنوات الري المكشوفة أن تقوم بإزالة وتنظيف الطرقات والقنوات من الأعشاب والنموات المختلفة وكذلك معاقبة المخالفين الذين يقومون برمي الأوساخ والقمامة بشكل عشوائي، ما يسهم كثيراً في تفادي وقوع الحرائق خلال فترة الصيف، فـ «المحروق من الحليب ينفخ على اللبن».