الأهل والأبناء ومواقع التواصل الاجتماعي
يستخدم البعض وسائل التواصل الاجتماعي لتكوين علاقات مع الجنس الآخر في ظل غياب رقابة الوالدين، ما يتطلب رقابة الأهل لتوجيههم إلى الطريق الصحيح.
د. عالية الرفاعي “كلية التربية” جامعة دمشق قالت: إن تواصل الآباء مع أبنائهم يجب أن يكون من خلال لقائهم في المنزل والحديث معهم عن كل المشاكل التي تعترضهم ، وينظر بعض الآباء إلى استخدام أبنائهم الإنترنت والشبكات الاجتماعية بوصفها نشاطاً يخصهم ويرتبط بطبيعة جيلهم.
وفيما إذا كانت العلاقة بينهم صحية أم معقدة بينت د. الرفاعي: العلاقة بين الوالدين والأبناء في الشبكات الاجتماعية مثل «فيسبوك وتويتر وإنستغرام»، من الممكن أن تكون علاقة صداقة، فإشراف الآباء والأمهات على أبنائهم عبر الشبكات الاجتماعية وتواصلهم من خلالها تسهم في تقوية علاقاتهم بهم في الحياة اليومية خارج الإنترنت كما أن هذا التواصل يُؤثر إيجاباً في الأبناء فيميلون لمساعدة الآخرين والتعاطف معهم وذلك لأن معظم الأبناء يستخدمون الشبكات الاجتماعية حيث توفر هذه المواقع فرصاً متعددة للآباء والأمهات للاقتراب من أبنائهم مثل الإعجاب بواحدة من صورهم في «فيسبوك» أو كتابة تعليق إيجابي على صورة .
وتتابع؛ يرى خبراء أن الوالدين اللذين يتواصلان بمعدل منتظم يتمتعان بروابط وثيقة مع أبنائهما لكن لا يعني ذلك أنه يمكن للوالدين الاعتماد على الشبكات الاجتماعية وحدها للتواصل مع أبنائهم والاقتراب من عالمهم، أو إنها بمفردها تُحسّن العلاقات الأسرية.
فالأبناء يرون أن الخصوصية جزء أساسي من تطوير الاكتفاء الذاتي، إذ يرى «سكايلر هوك»، عالم النفس الاجتماعي الذي يدرس تطوير المراهقين، أن تجربة الخصوصية هي على الأرجح حاجات إنسانية أساسية تتجاوز الثقافة، فأثناء مرحلة المراهقة يتغير تفكير الأطفال وأجسادهم وحياتهم الاجتماعية بسرعة، وعند محاولة التعبير عن أنفسهم، فإنهم يحتاجون مساحة لتفهم ذلك، ويرى الأبناء أن الخصوصية ليست مهمة بالنسبة لهم فقط، بل هي «حقهم»، فالوظيفة الرئيسة للمراهق هي التفرد ومحاولة الابتعاد عن سيطرة الوالدين، وإحدى الطرق الواضحة لذلك هي المطالبة بمساحتهم الخاصة.
وفي هذا الشأن يجب أن يتم إرشادهم وتوجيههم، وتحذيرهم من التعامل مع وسائل الاتصال الحديث بشكل سلبي.