نتائج تعكس المقدمات
فوز فريق سيدات الثورة لكرة السلة ببطولة كأس الجمهورية وقبلها تصدره أيضاً بطولة الدوري عزز رصيده المميز خلال تاريخه الرياضي و كرس حالة رياضية سلوية أنثوية أصبحت معتادة على الساحة الرياضية وباهتة وتخلو من أي مفاجآت لافتة أو نكهة جديدة رغم جمال الأداء، والسبب هو سهولة التوقع والتنبؤ بالنتائج مسبقاً من خلال تحليل واقع الأندية المشاركة التي تتفاوت فيها المستويات الفنية إلى درجات كبيرة أحياناً ما يمهد لإعادة السيناريوهات التي شاهدناها في النشاطات خلال الفترات السابقة والسؤال هنا: هل نحن أمام فعاليات رياضية سلوية أنثوية متكاملة الأداء والإقناع وتعكس حالة صحية ومبشرة نابعة من الأرضية المناسبة للتأهيل والتدريب، وهل تعد تطبيقاً وتطوراً لنهج رياضي له أفق واضح وأسس حقيقية يمكن البناء عليها مستقبلاً ..أم إننا أمام حالة مكررة من النجاح وسيناريو نتائج يعيد نفسه كل مرة مع تبادل محدود بالأدوار لفرق رياضية بعينها تقريباً من دون غيرها باعتبار أن المقدمات لم تتغير ومن الطبيعي أن تكون النتائج تعيد نفسها وهي تحصيل حاصل، فالتباين الواضح في إمكانات الأندية المالية والفنية يساهم في تعزيز وتقوية مقومات النجاح والتميز وطبعاً الاستمرار فيه ما يجعل التنافس بينها بعيداً عن الواقعية الرياضية ونتائجه ستكون محسومة على الأغلب، وهنا مربط الفرس في هذه القضية لأن هذه الحالة النتائجية للنشاطات السلوية على الساحة الرياضية السورية لا تضيف تطوراً ولا تقدماً لهذه الأندية المعتادة على الفوز ولا تميزاً أيضاً لهذه اللعبة بل على العكس تماماً قد تذهب بهم هذه الحالة إلى مسار من المراوحة والتراجع بالمستوى الفني لأن منافساتهم ولقاءاتهم القوية ستكون مقتصرة ومحصورة مع فرق محددة ومماثلة لها بالمستوى وأي لقاء مع فرق أخرى دون المستوى سيكون باهتاً ومملاً وستكون الفائدة فيه لتلك الفرق الضعيفة نسبياً، وبما أن الفرق القوية تعتمد بشكل أساسي على اللاعبات المخضرمات وعلى استقدام اللاعبات المميزات سيبقى الميزان راجحاً لمصلحتها إلى حين إذا لم تكن هناك البدائل والرديف المناسب والجاهز للمتابعة والاستمرار، ولكن الآمال حاضرة دائماً من خلال ما لمسناه من بشائر بوجود قوة كامنة في المواهب والخامات لدى جميع الفرق ولكنها تحتاج إلى اهتمام دائم ومستمر واحتكاك أكثر ومن الواضح أنها تكتسب خبرة ومهارة جيدة خلال المباريات وفي البطولات المتتابعة وهي مبشرة ومن المتوقع أن يكون العطاء جيداً في المستقبل القريب، نتمنى النجاح لجميع الأندية وأن يكون هذا الموضوع برسم الدراسة والمعالجة بالطريقة العلمية المنهجية وتقديم الدعم والرعاية المناسبة للأندية المحتاجة لتكون الفرص والمقومات الأولية متكافئة إلى حد ما من خلال وضع الأنظمة والقوانين التي تخدم تطور وتقدم الرياضة بشكل عام ولعبة كرة السلة خاصةً .