جرحى الحرب في طرطوس يواصلون تقديم امتحاناتهم
بعينين مغمضتين وعقل متفتح على العلم والأمل يواصل الجريح وائل أسعد من أبناء محافظة طرطوس تقديم امتحانات الشهادة الثانوية وذلك في المركز الصحي المخصص لهم بمدرسة ذات النطاقين بمدينة طرطوس.
أسعد الذي تعرض الى إصابة خلال التصدي للتنظيمات الإرهابية المسلحة بدرعا البلد أدت به إلى العمى التام يطمح للحصول على علامات عالية والدخول إلى الجامعة لإكمال مسيرة حياته مؤكداً أن إصابته لن تشكل أي عائق في طريق تحقيق طموحه.
وعن طريقة الدراسة والتحضير للامتحانات يقول أسعد لـ «سانا»: تمكنت بمساعدة مدرسين مختصين من الأمانة السورية للتنمية من تسجيل جميع الدروس على هاتفي الخلوي الخاص أثناء شرحها من قبل الأساتذة الذين تطوعوا لشرحها لنا حيث أقوم لاحقاً بإعادة الاستماع لها حتى أتمكن من حفظها بشكل جيد.
على الرغم من أنه ترك مقاعد الدراسة قبل سبع سنوات لكن الجريح عاصم محمد من قرية الحداديات بريف صافيتا والذي يحمل نسبة عجز 80 في المئة أصر على استكمال تعليمه بمساعدة مشروع برنامج جريح وطن مؤكداً أنه بعد حصوله على الثانوية سيسجل بالجامعة ولن تقف إصابته حاجزاً أمام تحقيق طموحه.
بدوره الجريح عبد الحميد محمد وإصابته بتر طرف سفلي عبر عن شكره للأمانة السورية للتنمية وبرنامج جريح وطن الذي أمن له الكادر التدريسي الذي يتواصل معه بشكل دائم لمساعدته بدراسته مشيراً إلى أنه لن يقف عند حدود الإصابة وأنه سيكمل مع رفاقه الجرحى مسيرة البناء وحماية الوطن بالعلم.
متابعة الجرحى تتم من خلال مشروع برنامج جريح وطن وفق ما أوضحته مرح ديب من الأمانة السورية للتنمية حيث تتم بداية متابعة رغبات الجرحى ومن يريد منهم إكمال دراسته سواء الثانوية أو الإعدادية أو الجامعية وبعد اختبار السبر تبدأ دروس التقوية والتسجيل للامتحانات لافتة إلى أنهم يرافقون الجرحى بشكل يومي لقاعات الامتحانات للتأكد من تلبية كل حاجاتهم كما يتم تسجيلهم في مراكز أرضية مراعاة لأوضاعهم الصحية وينتظرونهم للاطمئنان عليهم بعد الامتحانات أيضاً.
دائرة الجرحى في محافظة طرطوس تسهم في تقديم الخدمات للجرحى أثناء الامتحانات بالتنسيق مع برنامج جريح وطن حيث تم تأمين التسهيلات الفيزيائية للمكان مثل الرومبة وإجراءات تسهيل دخولهم إلى المركز الامتحاني وفق ما أكده ربيع ابراهيم رئيس دائرة الجرحى في المحافظة موضحاً أن 19 جريحاً يتقدمون اليوم لامتحانات الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي من جرحى العجز بنسبة أكثر من 80 في المئة.